تقول النكتة إن رجلاً يعمل في المدينة اعتاد ان يزور قريته مرة في العام، وفي أول زيارة له طلبت منه والدته ان يذهب الى جاره لتعزيته في وفاة زوجته، فقام الرجل بالواجب، وتكرر هذا الأمر على مدى الأعوام الثلاثة التالية، وفي المرة الرابعة انفرد صاحبنا بالجار وطلب منه بالحاح ان يكشف له المكان الذي يعثر فيه على زوجات لا تزيد صلاحيتهن عن العام ويتكفل بهن عزرائيل بعد ذلك!· ورغم اننا نعيش اوقاتاً عصيبة جراء العدوان الاسرائيلي المتواصل على أهلنا في لبنان وفلسطين، الا ان هذه النكتة تبادرت الى ذهني مع الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء هذا الأسبوع من وراء الستار الحديدي الذي يلف كوريا الشمالية عن اقتران الرئيس كيم ايل جونج بسكرتيرته، وتعد هذه الزيجة الرابعة للرجل الغريب الأطوار بعد ''وفاة'' زوجاته السابقات، والتي أصبحت اثرها السكرتيرة السيدة الأولى في البلاد!· وفي تاريخنا العربي القديم روايات عن اقتران ولاة بجوار كن في تلك الأزمنة يلعبن أدواراً حاسمة في حياة اولئك الرجال، كما حال بعض سكرتيرات هذا الزمان· خاصة ان جمعت بين الجمال المثير والفطنة والعقل ''الراجح'' الذي يرجح كل الأمور لصالحها، فيقوم صاحبنا بتسليمها الجمل بما حمل، و''ام العيال'' '' يا غافلين لكم الله''· وهناك ''ام النكد'' التي تدفع ''ابو العيال'' من حيث لا تدري للاقتراب أكثر من تلك النوعية من السكرتيرات اللاتي يعرفن حالات '' الكر والفر'' في الانقضاض على الرجل في لحظات تدركها وتشعر بها المرأة أكثر من غيرها، وفي لحظات عرض وقبول وتلاق، وقصص هذه اللحظات لا تعد ولا تحصى تناولتها السينما والمسلسلات العربية بصورة مهينة لكل الأطراف الزوجة والسكرتيرة والزوج الذي ''تضطره'' المواجهات المستمرة للفرار والبحث عن البدائل على طريقة الجار في النكتة!·