وضعت سماعة الهاتف بعد انتهاء مهندسة مواطنة من اتصالها بي، لأحدث نفسي فيما قالت وتطرقت إليه حول ما يجري في سوق العمل· كانت السيدة تثني على جهود معالي الدكتور علي بن عبدالله الكعبي وزير العمل، ومتابعته لوضع آلية حقيقية للتوطين في القطاع الخاص، ودعت في اتصالها الجميع للالتفاف حوله حتى لا يجد نفسه وحيدا في هذه المعركة، مثل ''دون كيشوت'' يحارب طواحين الهواء!· محور الحديث ما تقوم به بعض الشركات من عمليات توطين'' صورية'' اعتمادا على فئة من المتقاعدين الذين يعملون كمندوبين في ثلاث أو أربع شركات معا، وقبول بعض حملة الشهادات المتوسطة على العمل صوريا في هذه الشركات، كان يقبل هذا الشاب أو تلك الفتاة راتبا شهريا والبقاء في البيت لمجرد أن تقدم الشركة المعنية اسمه أو اسمها ضمن كشوف موظفيها للوزارة، للزعم أنها حققت المطلوب في هذا الجانب· ودعت السيدة في ختام حديثها لتشكيل فرق من المتطوعين لمساعدة الوزارة على التأكد من مصداقية هذه المزاعم طالما أنها-أي الوزارة- تعاني نقصا مزمنا في مجال التفتيش العمالي!· قد يعذر البعض هذه النوعية من المتقاعدين على ممارسات كتلك، بحجة أن الراتب التقاعدي لم يعد كافيا لسد الاحتياجات والمتطلبات المعيشية للأسرة، ولكن المسألة فيها جملة من الأمور يتداخل فيها الوازع الديني والأخلاقي، والوعي الوطني في قبول الشخص مالا من دون أداء عمل حقيقي، واستيلائه على فرصة عمل يوجد من هو أحق وأحوج اليها منه· وسكوته عن ممارسة غير أخلاقية في المقام الأول والأخير· ما ذكرت هو في الواقع جزء من أزمة نعيشها مع قناعاتنا وممارساتنا التي نلقي باللائمة فيها على الدولة أو الآخرين وننسى أنفسنا، وتحول معها فريق منا الى ''دون كيشوت''·· والآخر توهم أنه مصلح الكون!·