يحرص غالبية الناس على سداد فواتير الكهرباء حتى لا تقطع عنهم، خصوصا في هذه الأيام حيث تبلغ درجات الحرارة ذروتها مع الرطوبة العالية، فالقطع يدوخ معه المرء من جديد لإعادة التيار بسبب الإجراءات ''الماراثونية'' التي تتبعها شركة أبوظبي للتوزيع الى جانب الغرامة المالية، وقد جاء هذا الحرص ايضا بسبب تهديد غريب تقوم بموجبه الشركة بقطع الخدمة إذا لم يسدد المشترك لمدة شهرين متتاليين حتى وان لم تكن المبالغ المترتبة تزيد على الف درهم، وهو تهديد مزاجي التنفيذ، يعود لمسؤول كل منطقة ! حرص المشتركين لم يقابله أي تقدير من جانب الشركة التي يفترض انها تعمل بروح الخصخصة القائمة على تقديم أفضل الخدمات بكل كفاءة وتميز، فقد شاهدت العجب امس الأول عندما زرت فرع الشركة في مدينة زايد بالعاصمة· حشود من البشر تراصوا في صفوف متعرجة ليدفعوا ما عليهم، وقد اعتدت على رؤية المكان شبه خال في مثل هذه الايام من منتصف كل شهر، ولم يكن يستغرق الوصول لشباك الدفع سوى بضع دقائق· بعض الواقفين في الطابور اقترح على آخرين كانوا قد قدموا للتو التوجه الى المقر الرئيسي، فردوا انهم قدموا من هناك، والحال ليس بأفضل من هنا''· مسؤول الفرع لم يجد بدا من تخصيص موظفين من قسم إداري في القاعة المجاورة لاستلام المبالغ، رغم انهم ليسوا بمحصلين ولا علاقة لهم بالأمر· واذا عرف السبب بطل العجب، فقد أقدمت الشركة في خطوة غير مبررة على إغلاق فروع التحصيل في مدينة ابوظبي، واكتفت بهذين المكانين للسداد، معتبرة أن الجميع لديه خدمة الانترنت وبطاقة الائتمان يستطيع السداد بهما الكترونيا، باعتبار اننا ودعنا زمن الطوابير، ودخلنا العصر الالكتروني من أوسع أبوابه، وعاشت الخصخصة لترهق المشتركين المتخلفين الكترونيا، وكان الله في العون!