كيف يمكن أن تبدأ صباحاتك، وتتوقع ان تكون بداياتها جميلة ندية، ومناظر الأشلاء المتطايرة والدم المستباح في لبنان وفلسطين والعراق تطاردك كل ثانية ودقيقة ؟!· هل يمكن الحديث عن خدمات مكتملة او ناقصة هنا وهناك، ورصاصات الحقد الإسرائيلي تطارد البراءة ولا توفر البشر والحجر في أرض السلام ؟!· آلة الحرب والحقد المجنونة تفتك بالأبرياء، تغتال البراءة والأحلام، ونحن كالعادة نتفرج، شعوبنا فقدت الثقة بأفعال حكوماتها، واستمرأت الكلام ولاشيء غير الكلام، وعندما تسمع ان اجتماعاً طارئاً سيعقد، تضحك ملء الاشداق، ضحكاً كالبكاء· سنجتمع- ان اجتمعنا- وسيستهلك المجتمعون الطارئون كالعادة عبارات الشجب والاستنكار والإدانة الى جانب عشرات الليترات من المياه المعدنية، الفوارة وغير الفوارة، وبين سحب دخان السيجار الهافاني الفاخر تصدر بيانات حفظها جيل الانكسار عن ظهر قلب، ويعود كل منهم بطائرته الخاصة الى قواعده سالماً، بعد هذه الغارات الناجحة من الكلام المبين!· كنت اتمنى لو انهم تبرعوا بتكاليف اجتماعات الكلام المعاد والمكرر الى جمعياتهم الخيرية وخصوصاً جمعيات الهلال والصليب الأحمر اللبناني والفلسطيني، المستحقة كل عون ودعم، وهي تخوض وسط النار والطلقات كي تنقذ مصاباً من ضحايا حمم نيران الحقد الصهيوني الأعمى· تبرعوا لها فعلى الأقل مركباتها وآلياتها تتحرك أكثر مما تتحرك دبابات ومقاتلات العرب التي لا تظهر الا في الاستعراضات العسكرية للاحتفال بوصول الزعيم الى السلطة على متن دبابة، يستعرضها أمامه مرصع صدره بالنياشين التي نالها بجدارة في معارك الانقضاض على من يريد منازعته السلطان· متطوعو هذه الجمعيات الخيرية أولى بالعون والمساعدة والدعم، فهؤلاء على الأقل يتحركون، أما ''المغامرون'' فآثرنا أن نقول لهم'' قاتلوا انتم وربكم إنا هنا قاعدون''، آلة الحقد تواصل الحصد، وتواصل أمة الكلام بديع الكلام!، و''لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم''·