جاء اعتماد الجمعية العمومية في اجتماعها أمس برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لائحة الاحتراف التي سيتم تطبيقها فوراً، بمثابة خطوة تاريخية لكرة الإمارات التي عاشت سنوات طويلة تتأرجح بين الهواية والاحتراف، أو بمبادرات احترافية ذاتية من بعض الأندية التي رأت أن لديها المقومات التي تسمح لها بتطبيق الاحتراف· وتبقى مسألة التمويل التي يجب أن تبذل الهيئة العامة للشباب والرياضة قصارى جهدها لتمويل الاحتراف، في إطار دعم الأندية للوفاء بالتزاماتها تجاه التحول الجديد، ولكن التمويل الحكومي لعدد محدد من السنوات، ترتب خلالها الأندية أمورها التسويقية بما يمكنها من الوصول الى مرحلة التمويل الذاتي من خلال تأييد مصادر متعددة لتغطية الاحتراف، وحتى يمكن تقييم التجربة بشكل موضوعي، بعيداً عن الفوارق الكبيرة بين الأندية القادرة والأندية غير القادرة· كما أن الموافقة على تشكيل لجنة استئناف باتحاد الكرة يعد مكسباً مهماً، ذلك للبت في احتجاجات الأندية على بعض قرارات لجان الاتحاد، مع تحفظي على شروط تقديم الاحتجاجات للجنة الاستئناف والتي باتت مرهونة بألا يتم تقديم الاحتجاج للجنة الاستئناف إلا فيما يتعلق بالعقوبات التي لا تقل عن الإيقاف 5 مباريات أو الغرامة 10 آلاف درهم، برغم أن الأمر قد يتعلق بالإيقاف مباراة واحدة قد تكون حاسمة ومؤثرة في تحديد مسار المسابقة· عموماً فإن ما قررته الجمعية العمومية أمس يعد نقطة انطلاق جديدة، أهم ما فيها ذلك التفاعل الكبير من معظم أندية الدولة ويكفي أنه لم يتغيب عن الاجتماع سوى مندوبي نادي دبي ونادي الخليج، مما يعكس حجم الشعور بالمسؤولية وان كرة الإمارات في أمس الحاجة لهذه الروح الجديدة حتى تحقق طموحاتها في المرحلة المقبلة تتضمن تحدياً فنياً وتنظيمياً يتمثل في ''خليجي ''18 ناهيك عن الاستحقاقات القارية والدولية· حسم سمو الشيخ عبدالله بن زايد قضية الأجنبي الثالث مؤكداً أنه قرار فني من صميم عمل اتحاد الكرة الذي يجب عليه أن يتخذ قراره في هذا الشأن وفق قناعات فنية، من خلال الإجابة على سؤال محدد هل الأجنبي الثالث يفيد أندية الإمارات أم لا؟· ورؤية سموه بهذا الشأن تتفق تماماً مع نفس سيناريو قرار الخامس والعشرين من رمضان الذي أعاد اللاعبين الأجانب لملاعب الإمارات بعد 16 عاماً من الغياب، وأصدر القرار اتحاد كرة القدم، دون أن تكون هناك الحاجة لتشكيل جمعية عمومية لاعتماد ذلك القرار التاريخي· في عام 1998 أصدر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بصفته رئيس اتحاد الكرة في ذلك الوقت قرار الخامس والعشرين من رمضان بتطبيق الاحتراف وعودة اللاعب الأجنبي لملاعب الإمارات وتم تنفيذ قرار اللاعب الأجنبي على الفور، واضطرت كرة الإمارات للانتظار 8 سنوات كاملة لتنفيذ الشق الثاني من القرار، بتطبيق الاحتراف· عموماً القاعدة تقول: ''أن تصل متأخراً أفضل من ألا تصل أبداً''!