* ترينيداد ·· لو صرفت أموال مدخراتها الوطنية لمدة أعوام على أن يعرفها العالم، ويعرف موقعها ويتعرف عليها، وتتناولها وسائل الإعلام العالمي، ما نجحت بقدر نجاحها في الصعود إلى كأس العالم، وتدوين اسمها كدولة متأهلة في هذا الاحتفال العالمي، ولما حلمت يوماً أن تباع صور لاعبيها وقمصانهم الوطنية وأعلامها كتذكار يقتنيه الحضور من كل الدول، هي دعوة مجانية وإعلامية لزيارة هذا البلد والتعرف عليه عن قرب، مثلما لم يكن الكثير من سكان العالم مجبورين على معرفة ألوان علم غانا، لو لم تكن غانا حاضرة في كأس العالم وبقوة، هكذا يفعل الإعلام حين يكون حقيقياً، ومجبوراً على توفير المادة الإعلامية والاستهلاكية للناس، لا الإعلام المدفوع الأجر مقدماً أو حين يقدم مادة كمجاملة أو حين يجتزء المعلومة أو يركز على ما يريد من نصف الحقيقة، لذا ليتنا ندفع الكثير في اعداد وتأهيل منتخباتنا الوطنية، ولا نخسر أموالنا سدى في إطعام أجهزة إعلامية لن توصلنا إلى هدفنا المنشود· * المعلق الرياضي أبوالمعاطي أبوالفلوس تشعر أنه صرّاف أو مغير عملة، لا معلقاً رياضياً ينقل لك تفاصيل المباراة، فبفضله عرفنا قيمة سيارة اللاعب الايطالي توتي بالدولار، وعرفنا نوع طاولة طعام بيكام وفيكتوريا، وكم دفعا فيها من دم قلبيهما، وعرفنا سعر صرف عملة ترينيداد مقابل اليورو، وكم سنخسر إذا ما حولناها إلى الدولار، وكم يصرف القيصر بكنباور بعد زواجه الثالث، وكم اشترى اللاعب الأوكراني تشيرشينكو شقته أم سبع أوض ودعانا إلى عدم الحسد، فما يأخذه اللاعب الاسباني من أموال متلتلة على قلبه في شهر، لا يأخذه اللاعب العربي الغلبان في سنة كاملة، المعلق الصرّاف كان يضع أمامه آلة حاسبة لا خطة الفريقين المتنافسين كان يغلط في أسماء اللاعبين، لكنه لم يخطئ مرة في مقدار رواتبهم، وأسعار عقودهم، حتى المدربين لم يسلموا من شره، ولا المعلقين الرياضيين الأجانب·· كانت مشكلته أن العربي يأخذ أجره بالعملة المحلية والأجانب يأخذونها بالعملة الصعبة، لذا كان عليه وعلينا أن نعرف سعر الصرف وفرق العملة، ومتقلبات السوق الرياضية· * حين لعبت فرنسا وإسبانيا كاد القلب أن ينشطر، فلا تعرف مع من تقف؟ فهذه تمثل شطره الشمال، والأخرى شطره اليمين، وعليك أن تختار في النهاية، وحين لعبت فرنسا مع البرازيل، ضاعت بوصلة الاختيار، فكنت مثل الذي يتشاجر مع نفسه في المرآة، لا تريد أن تسمع خبر الغالب من المغلوب·· هي كرة القدم تخلق هذا الحب بين الناس وتلك العلاقة البريئة بين الناس والدول·