**ما بين 12 يوليو 1998 والأول من يوليو 2006 عاش زين الدين زيدان أسعد لحظاته·· وفي المرتين كان الضحية منتخب البرازيل الفائز بلقب كأس العالم 5 مرات· **وفي المرتين وضع زيدان نقطة في آخر السطر لمشاركة أشهر وأنجح منتخب في العالم· **ولم يكن زيدان في مباراة منتخب بلاده الأخيرة أمام البرازيل مجرد قائد، يوجه ويرسم الخطط وينفذها، بل كان كالعادة هو ''صانع الفرح'' للكرة الفرنسية، التي لم تشأ أن تظل بعيدة عن مسرح الأحداث، وعن دائرة الطامحين في اعتلاء عرش الكرة العالمية· **لقد قدَّم زيدان درساً مجانياً للاعبي منتخب البرازيل في كيفية أن تُسخِّر مهاراتك وإمكاناتك الفنية لمصلحة الفريق، بدلاً من العزف المنفرد الذي لا يغني ولا يسمن من جوع، فالبرازيل مجموعة من اللاعبين الرائعين على المستوى الفردي، وعندما فشل اللاعبون في وضع هذه الروعة لمصلحة الفريق، توقفت السامبا عن الرقص وغادرت البرازيل المونديال بعد فوز غير مقنع على كرواتيا وأستراليا وفوز سهل على اليابان وغانا، وعندما اصطدمت بحاجز قوي ودعت البطولة من ربع النهائي· **ولا يستطيع أحد أن يبرئ ساحة كارلوس البرتو بيريرا الذي ارتكب خطأ واضحاً عندما واجه فرنسا بمهاجم واحد وهو الذي تعوَّد على اللعب بمهاجمين اثنين، وكأنه أعلن منذ البداية أنه يخشى الفريق الفرنسي، وبدلاً من أن يفرض أسلوبه على أرض الملعب، منح الفريق الفرنسي لأن يلعب بالطريقة التي تقوده لتحقيق النتيجة التي تمنحه تأشيرة الوصول لنصف النهائي· وحاول كارلوس أن يتدارك الأمر باشراك ثلاثة مهاجمين رونالدو وأدريانو وروبينيو وتبديل كافو باللاعب سيسينيو لتنشيط مركز الظهير الأيمن، لكن بعد فوات الأوان، حيث كان الفريق الفرنسي قد وصل إلى الحالة الفنية والنفسية التي لا يمكن لمنتخب البرازيل معها أن ينجح في تعديل النتيجة· **** ؟؟ ثمة علاقة تربط بين منتخب البرازيل·· وفريق ريال مدريد· ؟؟ كلاهما يضم لاعبين على أعلى مستوى، وكلاهما يعاني من مشكلة أن هؤلاء اللاعبين الجيدين لا يشكلون فريقاً قادراً على حصد البطولة! **** * قبل المباراة قال روبينيو لاعب منتخب البرازيل: أتمنى أن أساعد على التعجيل باعتزال زين الدين زيدان الذي أعلن أن مونديال 2006 هو نهاية علاقته بكرة القدم· **وبعد المباراة، بحثت في كل مكان عن تصريح جديد لروبينيو·· فلم أعثر له على كلمة واحدة! **لقد صمت روبينيو ومعه كل لاعبي السامبا، بعد أن تحدث زيدان بكل ''فصاحة'' طوال 90 دقيقة أمام البرازيل·