جاءت محصلة الجولة الأولى لربع نهائي المونديال منطقية إلى حد كبير بصعود ألمانيا وإيطاليا إلى نصف النهائي على حساب الأرجنتين وأوكرانيا· وبيده لا بيد غيره غادر منتخب الأرجنتين البطولة لينتظر 4 سنوات أخرى لعله يكرر إنجازه الذي يعيش على ذكراه منذ 20 عاماً، وفرط منتخب التانجو في فوز كان في متناول يده عندما تقدم بهدف مع بداية الشوط الثاني وأتيحت له فرصة تعزيزه بهدف ثان، الا انه رفض هدية الدفاع الألماني وقدم بيكرمان مدرب الفريق هدية ولا أغلى لمنتخب ألمانيا عندما أخرج ريكيلمي الرئة التي يتنفس بها المنتخب الأرجنتيني فتفوق الألمان في منطقة المناورات ولم تهتز ثقتهم في تعديل النتيجة الى ان أحرز كلوزه هدف التعادل، لتنحاز ركلات الترجيح للماكينات الالمانية وتدير ظهرها - لأول مرة - لكرة التانجو والتي لا تزال تبحث عن هويتها· ولم تحمل مباراة إيطاليا وأوكرانيا أي نوع من المفاجأة حيث جاءت المباراة ايطالية من البداية للنهاية، وحتى عندما اقترب الأوكرانيون - جداً - من إدراك التعادل حسم لوكا توني المواجهة بهدفين رائعين، ليعيد منتخب شيفشينكو الى كييف بمحصلة جيدة فالوصول الى ربع النهائي مكسب لا بأس به في الظهور الأول للمنتخب الذي أراد ان يكرر تجربة كرواتيا لكنه اصطدم بالحاجز الايطالي المنيع· بالأربعة، خسرت أوكرانيا في بداية مشوارها المونديالي· وبالثلاثة·· خسرت وودعت المونديال! وبالمناسبة فإن منتخب أوكرانيا لم يكسب في البطولة الحالية سوى منتخبي السعودية وتونس، وتعادل مع سويسرا في الدور الثاني ولولا اخفاق السويسريين في ركلات الترجيح ما صعدت اوكرانيا إلى ربع النهائي! مجرد ملاحظة تجسد حالة الكرة العربية! المستوى التحكيمي بدأ يتحسن وان كنت أعتقد ان الحكم السلوفاكي مايكل لوبوش الذي أدار مباراة ألمانيا مع الأرجنتين تغاضى عن احتساب ركلة جزاء لصالح ألمانيا عندما قام المدافع الأرجنتيني بجذب الألماني مايكل بالك من فانلته داخل منطقة الجزاء كما تغاضى عن احتساب ركلة جزاء للأرجنتين عندما تعرض رودريجيز للعرقلة داخل منطقة الـ18! شتان الفارق بين شعور الألمان إزاء منتخب بلادهم قبل انطلاق المونديال وتجاوبهم مع الفريق حاليا، لقد تحول الموقف 360 درجة من قمة التشكيك واليأس·· إلى قمة الثقة والتفاؤل· وسبحان مغير الأحوال·