مساء أمس الأول دعا فرع اتحاد كتاب وادباء الامارات في العاصمة ابوظبي الى ندوة حول 'نقاط' الاتفاق ما بين التربية والثقافة في تكوين الشخصية الوطنية'، يتحدث فيها كل من وزير التربية والتعليم الدكتور حنيف حسن، ووزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع عبدالرحمن العويس·
كنت ضمن الحضور القليل الذي لم يملأ القاعة الصغيرة من مبنى المسرح الوطني ، وفوجئت معهم بتغيب الوزيرين عن الحضور رغم حساسية الموضوع المطروح ، والذي يتعلق بالهوية والشخصية الوطنية في هذا الزمن العجيب جراء حجم التحديات والمخاطر المحدقة· غاب الوزيران وتركا المنصة للدكتور جمال المهيري وكيل وزارة التربية والتعليم ليواجه قذائف الحضور واسئلتهم الساخنة جدا متكئا على خلفيته الاكاديمية وموقعه الذي كاد ان يتخلى عنه في مناسبات عدة بسبب البيئة'الطاردة' التي كانت ولا زالت تعاني منها الوزارة العتيدة على مختلف العصور التي مرت بها·
لقد كان الهم الوطني حاضرا بقوة في تلك الامسية بالاسئلة التي امطر بها عدد من الاكاديميات والاكاديميين والادباء والمثقفين الضيف، شرقوا وغربوا، وكالعادة اختلفوا حول 'الاشكاليات' و'بدايات الاشياء' ' اللغة·· اداة أم وعاء؟، وفوت المسؤولان عن اكبر جهتين تعنيان بتشكيل الاجيال القادمة الفرصة على نفسيهما لطرح تصوراتهما 'الاستراتيجية'، خاصة وانها كانت ستكون الاطلالة الجماهيرية الاولى لهما منذ تسلمهما منصبيهما·
المهيري فوجىء بابلاغه للحضور نيابة عن الوزيرين في الثانية والنصف من بعد ظهر يوم الندوة ، ليكشف ايضا عن نظرة المسؤولين لندوة كهذه تناقش قضية مهمة وحساسة تتعلق بالهوية الوطنية التي بات الداني والقاصي يدرك ما يتهددها، واغترابها الحقيقي وسط لجج من الاعراق والاجناس والثقافات· اتحاد الكتاب اصاب في موضوع ندوته وعبر عن استشعار المثقف لجسامة الامر وسجل هدفا ذهبيا في مرمى الوزارتين·