تمثل أمام مسؤول كبير أو حتى موظف صغير، تعرض مسألتك وموضوعك وعقب انصات واستماع، وهز الرؤوس دليل التفهم والاقتناع ، تجيئك العبارة الشهيرة 'فألك طيب'، فلا تملك الا الرد بما يناسبها، تتمتم قائلا: وفالك ما يخيب، وتعود ادراجك بانتظار مكالمة هاتفية تبشرك بانقضاء حاجتك، وانجاز طلبك، فلا تجد نفسك وطلبك الا قد ابحرا في لجج النسيان، ورحلة التيه والدوران في زوايا الدوائر والاقسام·
عبارة قاتلة للطموح والآمال أعاد تسليط الاضواء عليها بطلنا الدولي في الرماية الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم في تصريحاته الصحفية الاخيرة ، وهو يقول ان مشكلتنا عبارة 'فالك طيب'، وهو الذي صنع لنفسه وبلاده مجدا في سماء هذه الرياضة بجهده الخاص جدا جدا·
واذا كان بطل بحجمه ومكانته الاجتماعية قد بلغ الصبر معه مداه وهذه العبارة 'المحبطة'، فما بالك بآلاف المراجعين الذين ينتظرون الفرج من الدواوين والدوائر والوزارات؟ والملفات تتكدس هنا وهناك تحمل بين طياتها آمالا كبيرة تبنى عليها آمال اكبر لعشرات الاسر التي تنتظر البت في تلك الطلبات·
في الادارة العامة للجنسية والاقامة مئات المعاملات الخاصة بالجنسية تنتظر القول الفصل، بعضها يقبع منتظرا منذ نحو ثلاثة عقود، في البلديات طلبات الحصول على السكن او الاراضي تراوح مكانها لفترة لا تقل عن الاولى، كما ان بعض الوزارات تتعامل مع طلبات التعيين والتوظيف بذات الاسلوب المطاط للعبارة التي تأسر المستمع اليها، ولكنها لا تعني له الا المزيد من الانتظار والصبر حتى ادخاله الى مرحلة تجرع الاحباط، وتسلل اليأس لروح كانت تتفجر طموحا·
لم لا نعيد لهذه العبارة وقعها وصداها الجميل؟ ووضع الامور في مسارها الصحيح في اطار من الشفافية والوضوح في التعامل والحسم، فما اصعب جمر الانتظار التي لا يحس بنارها الا من كابدها