خرجت الأفاعي مجدداً من جحورها، وضرب أعداء الحياة ضربتهم، وواصلوا غيهم، وهم يروعون الآمنين، ويقتلون الأبرياء في منتجع دهب المصري·
كانت ليلة دامية، أدمت قلوباً تستصرخ الضمائر لأجل أن تتوحد جهود العالم المتحضر ليقف وقفة رجل واحد في وجه خفافيش الظلام وأعداء الإنسان في كل مكان، الذين يريدون ان يعودوا بنا الى عصور الجاهلية الأولى· حيث لا عهود ولا مواثيق، وانما شرعة الغاب في إراقة الدماء، وقتل الأنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق، وإرهاب الآمنين المطمئنين· ماذا يريدون؟ واية بطولة يحققون من فعل خسيس دنيء كهذه الفعلة الآثمة بالتفجيرات الإرهابية الثلاثة التي شهدتها الليلة قبل الماضية أرض سيناء؟!·
قبل دهب كانت أصابع السوء تفتك بصورة يومية، وهي تزهق أرواح الأبرياء من ابناء الشعب العراقي الشقيق، وروعت الآمنين الأبرياء في المغرب والسعودية واندونيسيا والأردن وغيرها من بلاد المسلمين، قتلت الأبرياء في الولايات المتحدة وإسبانيا وبريطانيا وغيرها من المدن والمناطق التي تعج بعشاق الحياة من أسوياء البشر، اما هؤلاء الملتاثون فزائلون·
لقد كان هذا العمل الشائن موضع إدانة واستنكار عقلاء العالم من أقصاه الى اقصاه، وهي إدانة ينبغي ان يستتبعها مواصلة وتعزيز العمل المشترك للتصدي لهذا السلوك الإجرامي المنحرف، واجتثاث الفكر- ان كان هناك فكر- يستند اليه، ويبرر به المسلك الآثم الذي للأسف يحاولون اسباغ رداء الإسلام عليه، وهو البريء منهم كل البراءة، لقد علمنا هذا الدين العظيم صون الحياة، والارتقاء بالإنسان، وتعلمنا من سنة خير الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين أدب التسامح والتعايش، وأصول حفظ العهود والمواثيق، ولن تزيد مثل هذه الأعمال الإجرامية البشر كافة الا تمسكاً بلفظ الإرهاب والتطرف، وأخيراً حمى الله مصر وسائر البلدان من شرور الفئة الضالة·