لم يكن عامل النظافة في بلدية دبي عبدالله بلوش محمد يتصور حتى في احلام يقظته أن تجيء عليه لحظة يقف فيها على منصة التتويج ويتلقى تكريماً خاصاً من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ويقف جنباً إلى جنب مع سموه وفلاشات كاميرات تصوير وسائل الاعلام المحلية والعربية والأجنبية تومض وتبرق امام عينيه تصور حدثاً لا يخطر على بال صاحبه فكيف بالآخرين؟·
عبدالله بلوش أمضى 30عاماً في عمله يكنس شوارع دبي،ولم يكن الوحيد الذي شمله التكريم في ليلة قشيبة من ليالي 'دار الحي' بل كان ضمن كوكبة من 27 جندياً مجهولاً ضمت عاملين في مختلف الدوائر الحكومية في الامارة في اطار جائزة برنامج دبي للاداء الحكومي المتميز، وكان من بينهم ذوو احتياجات خاصة وفراشون ومراقبو مواقف وأصحاب وظائف بسيطة من مواطنين ومقيمين· وقد كانت دموع هؤلاء أبلغ تعبير عما خالج الصدور في تلك اللحظات الجميلة من الوفاء النادر·
كانت لفتة عظيمة من رجل المبادرات واللفتات الكبيرة، وأمثال هؤلاء المكرمين بيننا كثر، يقبعون في مختلف زوايا مواقع العمل والانتاج،ولا ينتظرون أكثر من كلمة شكر ولفتة تقدير، تؤسس لعلاقة انسانية راقية، وترسخ قيماً أصيلة ونبيلة في علاقة الارتباط والانتماء للمكان والوظيفة·
وهي رسالة لكل اولئك الذين ينظرون للعلاقة بين الموظف ووظيفته على أنها مجرد وظيفة متى ما رغب رب العمل قطعها بالصورة التي يشاء وبالأسلوب الذي يريد،ولا يحتاج الأمر منه إلا مكالمة لإبلاغ الرجل بالبقاء في بيته حتى اشعار آخر،أو رسالة مع فراش أو حتى على المكتب·ولا أحد يطلب منه تخليدهم في مراكزهم، ولكن أن يتذكر فقط قوله تعالى ' هل جزاء الاحسان إلا الاحسان'·