ازدهرت في بعض مدن الدولة تجارة لا يمكن ان تخطر على بال حتى شهور قليلة مضت، ولكنها اصبحت واقعا وستتمدد وتتوسع الى مجالات اخرى لسبب بسيط للغاية، وهو الغلاء المتفشي· فقد فتح بعض اصحاب محال بيع وتصليح الاطارات الباب لتأجير الانواع الغالية منها لاصحاب المركبات الذين يلجأ بعضهم لهذه النوع من الخدمة لاجتياز الفحص الفني لأقسام التراخيص المرورية، والبعض الآخر من فئة الشباب مدمني 'النفخة الكذابة'!·
محال' البنشر' التي توسعت في الخدمة تراعي الظروف، وتساعد الراغبين في اجتياز الفحص الفني بتقاضي اسعار في المتناول، بينما تتشدد مع أهل 'الخقة' من تلك النوعية من الشباب الذين على استعداد لاستئجار 'تاير' بثلاثة آلاف وخمسمائة درهم لمدة شهر، غير القادرين على شراء ذلك الاطار الذي تصل قيمة الواحد منه لعشرة آلاف درهم مع 'الرنج'·
هذه التجارة ومثيلات لها ظهرت وستظهر كنتاج طبيعي للارتفاع الكبير في الاسعار والغلاء الذي يجتاح الاسواق، ونذر التضخم التي تشي نحو ابعاد اكبر واخطر من قصة تجارة تأجير' التواير'· هناك اليوم توسع غير خاف على احد في المتاجر اياها التي تبيع السلع 'المضروبة' والكل يعرفها وهي على مرآى ومسمع من البلديات، وهناك اقبال عليها من جانب شرائح واسعة وكبيرة من ذوي الدخل المحدود الذين يواصلون'شد الحزام' حتى 'ينطر'!· وسلسلة التراجع في المواصفات لن تكون هنا قاصرة على السلع بل ستمتد الى الاخلاقيات في مواقع العمل والانتاج والاداء في المكاتب المغلقة، وخبراء الادارة والاجتماع الاكثر دراية منا في التحذير من البيئات الخصبة لظهور الفساد· وهذا الذي يعرض حياته وحياة اسرته للخطر باستخدام اطارات انتهت صلاحياتها لمجرد عدم قدرته على شراء جديدة، يطلق جرس انذار لنا جميعا من 'القادم'، ويا ليت قومي يعلمون!·