هذا الموضوع ليس له علاقة بقصة الاديب حنا مينه، والتي تحولت لمسلسل تليفزيوني بطولة ايمن زيدان· ولكنها قصة من واقعنا المؤلم·
كان استاذ التاريخ في احدى مدارس رأس الخيمة يتجلى، وهو يحدث تلاميذه عن ذلك اليوم الاسود في تاريخ الامارات، يوم الثلاثين من نوفمبر ،1971 اي قبل قيام الدولة بيومين عندما احتلت ايران جزرنا الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى، كان الاستاذ يحدثهم عن المقاومة البطولية لأفراد الحامية الصغيرة الذين كانوا يتواجدون فيها، وتصدوا على قلتهم وضعف امكانياتهم لقوة عاتية لا قبل لهم بها، متسلحين بقوة الايمان وصلابة الانتماء لهذه الارض، وقد كان من هؤلاء حسن علي الذي خرج من المواجهة مصابا بطلقات في الرقبة والساق، قبل أن يتم اسره بعد ان تمكن من قائد القوة المهاجمة·
دارت الايام والسنون ، واحيل المدرس للتقاعد ولا زالت أمامه صورة حسن علي وغيره من الرجال الشجعان، كان يتصور انه قد اصبح في المكانة والموقع اللذين يليقان برجل مثله، كتلك التي كان يحدث بها صغاره في ذلك الفصل المدرسي· حتى جاءت الصدفة التي جمعته بالرجل وجها لوجه فهاله ما وجد من بقايا انسان، حطمته قسوة الحياة بعد ما خرج من الخدمة، وهبط لدنيا غير الدنيا، وهو يواجه اليوم اجراءات الطرد من منزل متهالك في أرض جلفار· لم يتمكن مدرس التاريخ من حبس دمعة سقطت رغما عنه على هذه النهاية لرجل شجاع، وظل واقفا مكانه وشبح الرجل يتباعد عنه، وقد انحنى امام عواصف الزمن· تذكر المدرس انه اسرف في الوقوف وسارع للهرب من المكان خشية ان يراه احد تلاميذه ويباغته بسؤال لن يجد اجابة له، اهذا جزاء المخلصين؟!· قصة حسن علي وامثاله في انتظار نهاية سعيدة على يد من يهمهم الامر! وسلامتكم·