في الكثير من بلدان العالم الغربي، حيث توجد جاليات اسلامية كبيرة، تكشف المواجهات التي تجري بينهم وبين الاخرين في أوطانهم الجديدة حجم الاحتقان بين الطرفين، وما ان تنطلق شرارة صغيرة حتى تجد البيئة الخصبة المساعدة على انتشارها واتساعها بقوة·
وقبل تداعيات الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، تابعنا العديد من المواجهات لعل آخرها ما جرى منذ نحو ثلاثة اشهر بين شبان مسلمين وبيض استراليين في بعض المدن الاسترالية تحت زعم اعتداء شبان عرب على فتيات في احد شواطىء تلك البلاد المترامية الاطراف·
ومنذ يومين فقط انبرت نائبة في حزب يميني متطرف محذرة من سرعة تكاثر ابناء الجالية المسلمة هناك لتزيد من حجم الاحتقان في بلد يقوم اساسا على المهاجرين والهجرة والمجتمع المتعدد الاعراق، بعد ان كان منفى كبيرا للامبراطورية التي غابت عنها الشمس، حيث كانت تنفي اليه عتاة المجرمين· وخلال الاسبوع الماضي لم يجد نائب في البرلمان الاسترالي ما يبرر به استخدامه لألفاظ بذيئة بحق زميل له سوى ان البذاءة جزء من تراث البلاد!·
وعندما تبرز مثل هذه المواجهات ويتسع نطاقها ترتفع الاصوات التي تتحدث عن قضية 'الاندماج' من دون تمييز بين الاندماج والذوبان· وبعد أجيال من مهاجري المسلمين الى تلك الاصقاع يتكشف فشل العالم الغربي في بناء جسر تفاهم حقيقي مع هؤلاء الذين اختاروه وطنا جديدا لهم· جسر يرفض التهميش والمواطنة من الدرجة الثانية، ولا ينهار تحت وطأة مشاجرة بين شباب الضواحي ويتغذى على وقعها أخطبوط التطرف العابر للقارات، ويجعل من قضية ردم الهوة حديثا لا يصلح الا لمنتديات 'البزنس'!·