أود أن أطرح مشكلة جميع البنات والأهالي الذين تم فصل بناتهم من معهد التمريض في أبو ظبي، علماً بأنهن بعد حصولهن على الثانوية العامة (الفرع العلمي) بمجموع يصل إلى 85 في المئة تم قبولهن في معهد التمريض في أبوظبي وبعد الخضوع لامتحان القبول، وهن حالياً في السنة الثانية تمريض·
لقد قام معهد التمريض بفصل مجموعة من طالبات المعهد من الصف الثاني والثالث بطريقة تعسفية خوفاً من هيئة الخدمات الصحية، معللين ذلك بأن هيئة الخدمات الصحية لا تريد تخريج ممرضات عاديات، وأن عدد الطالبات المطلوب هو (15) طالبة متفوقة فقط من حوالي (70) طالبة دارسة، مع العلم أن:-
- معظم الطالبات اللواتي تم فصلهن من معهد التمريض حصلن على (80) في المئة في الثانوية العامة، مما يخولهن التقدم لدراسة الطب، ولكن لظروف مادية قسرية أو غيرها قمن بالتسجيل في معهد التمريض·
- عادة بعد السنة الأولى دراسة في معهد التمريض وبعد أول فصل دراسي يتم استبعاد الطالبات ذوات المستوى المتدني بعد امتحان تحديد المستوى·
- الطالبات ذوات الكفاءة العالية اللاتي يجتزن الامتحان بعد أول فصل دراسي، يكملن دراستهن في المعهد، حتى التخرج والتعيين بوظيفة ممرضة، وإن حصل تأخير في التحصيل العلمي لدى إحدى الطالبات، تقوم بإعادة السنة الدراسية ولا يتم فصلها كما حدث الآن، علماً بأن الطالبات على استعداد لإعادة الامتحان العملي والتحريري لدى أي جهة محايدة·
- كبرى وأعرق جامعات العالم تقوم بتخريج الطلبة بمعدلات تتراوح ما بين الممتاز والجيد جداً والجيد والمقبول، وكل اللواتي تم تخريجهن في السنوات السابقة من معهد التمريض تخرجن بمعدلات متفاوتة·
لقد بررت إدارة المعهد هذا الإجراء التعسفي ضد البنات اللواتي تم فصلهن بالتالي:-
- القرار صادر من هيئة الخدمات الصحية وأن الهيئة لا ترغب بتخريج ممرضات عاديات، كما كان يحدث زمن وزارة الصحة، حينما كانت هي المسؤولة عن المعهد، مما يدل على أن الوزارة كانت تقوم بتخريج ممرضات أي كلام، مع العلم بأن جميع الممرضات العاملات بالدولة خريجات المعهد زمن الوزارة، وبالتالي لا يمكن ائتمانهن على أرواح المرضى·
- تم اختيار الطالبات المفصولات نتيجة ضعف التحصيل العلمي لديهن، حسب ادعاء معهد التمريض، وحسب تقويم الطاقم التدريسي والإداري·
- الطالبات المفصولات - كما يدعي المعهد - سيشكلن خطراً على حياة المرضى، نظراً لعدم كفاية المعلومات لديهن ونقص الخبرة العملية·
بالنسبة للأهالي هذه التبريرات تعتبر ضعيفة ولا تستند إلى منطق علمي بل تعطي دلالة واضحة بأن الطاقم التعليمي الذي يقوم بتدريس الطالبات ضعيف وليس لديه الدراية والخبرة الكافية في كيفية تدريب وتوصيل المعلومات للطالبات حتى يجتزن المراحل كاملة إلى التخرج حيث ان وجود المعهد هو لتعليم وتدريب الطالبات·
يهيب أهالي البنات المفصولات بعد أن رفضت مديرة المعهد مقابلتهم دون مبرر، بالتوجه إلى أصحاب القرار السليم بالدولة لمعرفة مصير بناتهم بعد ضياع سنتين من أعمارهن وعدم التوجه بالسؤال إلى معهد التمريض نفسه، حيث انه ليس موضع ثقة بالنسبة لهم، آملين بإعادة بناتهم لتكملة تعليمهن حيث ان التعليم حق مكفول للجميع في الدولة ، وليس حكراً على فئة معينة، وكلهم ثقة بأن القائمين على مسؤولية هذه الدولة لن يقبلوا بمثل هذا الظلم·