انشغلت أميركا مؤخرا بموضوع 'الايصال الآمن' لرسائل الإنترنت من خلال الاقتراح الذي تقدمت به كل من شركتي' أميركان أونلاين' و' ياهو' لتأمين إرسال البريد الإلكتروني للشركات مقابل'طابع إلكتروني' قيمته في حدود ربع سنت، وذلك لتأمين هذه الرسائل، وتقتصر الخدمة على الشركات فيما يستمر الإرسال المجاني للأفراد· وقدم الاقتراح بين مؤيد ومعارض للكونجرس الأميركي·
وقد تحمس الملايين داخل الولايات المتحدة لمسألة الايصال الآمن للرسائل بعد أن بلغت خسائرهم من جراء الرسائل 'الملغمة' المجهولة المصدر حدودا قياسية·
ولعل أحدث الفيروسات التي انقضت على العديد من أجهزة مستخدمي' النت' كان ذلك الذي حمل اسم' ملكة جمال لبنان' أو' كامسوترا' كطعم لأولئك الذين يشغفون بكل ما هو اباحي· أما المعارضون للطوابع الإلكترونية فقد رأوا فيها وسيلة جديدة للتضييق على الحريات، ووضع قيود على حرية الحركة عبر الشبكة العنكبوتية· والواقع نحن أكثر الناس في مجتمعاتنا بحاجة الى مثل هذه الطوابع أو غيرها من الوسائل الكفيلة بجعل أجمل الاختراعات البشرية وسيلة آمنة الاستخدام، إذ تفنن فريقنا في عصر أفكاره وعبقريته لإيذاء الناس، فيمطره بسيل من'فيروسات' الكميوتر سواء عبر البريد أو من خلال تقنية' البلوتوث' التي بدأ الكثيرون العزوف عنها عملا بالمبدأ الذهبي حول سد الباب الذي يجيء منه الريح· إذ ما تفتح بريدك الإلكتروني حتى تنهال الرسائل المجهولة المصدر الملغمة بالأذى، والشيء ذاته بالنسبة لهاتفك النقال· ولا أدري ما هو موقف'اتصالات' من موضوع الايصال الآمن للرسائل الإلكترونية؟، وهي قضية لا علاقة لها بكل أسوار الدفاع وتحصين الشبكة التي ترفعها مؤسستنا العتيدة في وجه كل من ينتقص من خدماتها' الجليلة'·