تطل مكاتبنا على طريق رئيسي يتفرع من شارع المطار او شارع الشيخ راشد بن سعيد بحسب تسميته الرسمية، وهو يتميز بكثافة الحركة، ولا تكاد تمضي دقيقة الا وصرير مكابح السيارات المسرعة يخترق أسماعنا· وبعد منتصف نهار امس الاول سمعنا ذات الصرير القوي مصحوبا بصرخة مدوية لفتاة، دفعت بالكثير من الزملاء لمتابعة ما يجري من خلال النوافذ، فاذا بمجموعة من الطالبات يصرخن طلبا للنجدة اثر صدم سائق سيارة أجرة متهور مرافقة لهن بعد أن انزلتهن حافلة' الإمارات للنقل' على الجهة الأخرى من الشارع الذي أردن قطعه باتجاه الجهة الأخرى حيث يقمن· بعد قليل من الحادثة وصلت دورية للشرطة وفيما كان أحد أفرادها يهم بعبور الطريق حيث كانت الضحية الأولى كادت سيارة دفع رباعي أن تدهس الشرطي لولا عناية الله· وتتابع وصول سيارات الإسعاف التابعة لشرطة أبوظبي خلال فترة وجيزة لتقوم بواجبها·
ومع المشهد الذي جرى أمامنا متسارعا تبرز قضية احترام حقوق المشاة التي لم تنل حقها من الاهتمام والمتابعة المرورية، فاذا كانت وزارة الداخلية تفعل القانون الذي ينص على حبس المتوقف عند فوهة الحريق ثلاثة أشهر وتغريمه عشرة آلاف درهم، فإن مسألة العبور الآمن للمشاة ينبغي أن تنال حقها من التوعية والإجراءات الرادعة بحق كل من يستهتر بخطوط المشاة من السائقين، وكذلك المشاة أنفسهم الذين لا يلتزمون بالعبور من خلال الأماكن التي حددتها الجهات المختصة، وتناستها في مناطق أخرى·
إن ارتفاع حالات الدهس وسقوط ضحايا أبرياء بصورة يومية يفرض على إدارة المرور تبني أساليب جديدة لتحقيق مطلب كل مستخدمي الطريق في عبور آمن·