(جزء من النص مفقود) هذا ما تُطالعنا به شاشة الموبايل بعد كل رسالة نتسلمها نقرأ بعض السطور ونكتشف في النهاية أنها غير مكتملة ثم نبحث عن بقية الرسالة فتطالعنا هذه العبارة، ويطول الانتظار تحسباً لوصول النص المفقود أو (الابن الضائع) من هذه الرسالة ولا مجيب حيث تتعطل تقنية (اتصالات) وتمضي الدقائق والساعات ولا يأتي النص المفقود·
مرات كثيرة حدث معي هذا الأمر وتصورت أنه قد يكون ناتجاً عن خللٍ ما في موبايلي، ولكن من خلال الأصدقاء وجدنا أن هذا الخلل ليس قاصراً على موبايل بعينه بل هو جزء من خللٍ عام في شبكة اتصالات التي باتت وعلى الرغم من التقدم التقني الهائل التي تشهده دولتنا نقول: إن (اتصالات) بدأت تُعاني من مشاكل تقنية ليس فقط فيما يتعلق بفقدان النصوص من المسجات، ولكن هناك مشاكل أخرى منها ظهور عبارة (الشبكة مشغولة) على شاشات الموبايلات في أماكن كثيرة من الدولة، كنا نتصور أن ضعفاً يصيب الارسال ويقلل كفاءته ويحول دون وصوله إلى بعض المناطق خاصة وسط الصحراء والمناطق الجبلية، ولكن تبين أن ضعف الإرسال وانشغال الشبكة يمتد إلى كثيرٍ من البنايات التي باتت (مرفوعة الخدمة) حيث يُعاني سكان الطوابق العُليا في كثير من الأبراج السكنية من ضعف إرسال هواتفهم وعلى الرغم من استمرار هذه المعاناة إلاّ أن (اتصالات) لم تتحرك بعد·
أيضاً لم يقف الخلل عند الجانب التقني بل امتد إلى جانب آخر وهو استمرار ارتفاع تعرفة المكالمات في (اتصالات) إذ أنه عند مقارنة المدة الزمنية التي تستغرقها المكالمة من خلال (اتصالات) إلى داخل الدولة أو خارجها والكلفة المالية المترتبة عليها، عند مقارنة ذلك مع شركات أخرى في دول الجوار نكتشف أن الأسعار (نار) من خلال (اتصالات)، وأنه بإمكان المتحدث أن يجري نفس هذه المدة من المكالمات خلال وجوده في بعض هذه الدول الشقيقة بتعرفة تكاد تكون أقل بنسبة 50 في المئة من تعرفة (اتصالات)·
كما أن العروض الترويجية لخطوط الهواتف المتحركة صارت في دول الجوار أقل كثيراً مما هي عليه بالنسبة لـ (اتصالات)، وهذا كله يحدث تحت سمع وبصر السادة المسؤولين في (اتصالات)، ولا نجد بادرة ترعى حقوق المستهلك وتخفف معاناته اليومية جراء المشاكل التقنية وأيضاً نيران الأسعار·
إن التطور الذي شهدته (اتصالات) في الفترة الماضية في حاجة اليوم إلى جهودٍ حثيثة للحفاظ على مكانة هذه المؤسسة من التراجع إلى الوراء وساعتها لن ينفع قولنا عليه العوض·