أرجو أن يتوقف المسؤولون في وزارة ودوائر الصحة عندنا أمام إعلان مركز أبحاث 'كاسيكورن' الذي يعد احد أهم مراكز الابحاث الاستراتيجية في تايلند· فقد اعلن المركز في تقرير له ان مستشفيات القطاع الخاص هناك قدمت خدماتها لما يقرب من1,28مليون مريض اجنبي خلال العام الماضي مما در عليها دخلا ناهز846 مليون دولار اميركي· وتوقع المركز ان تقارب عائدات هذه المستشفيات بنهاية العام الحالي 2006 المليار دولار· ومن زار بانكوك المدينة التي كانت الى وقت قريب سيئة الصيت لارتباطها بسياحة الجنس، يلمس التحول الكبير الذي طرأ عليها بعد ما قررت ان تكون الوجهة الاولى في آسيا للسياحة العلاجية، كما يلمس الزائر ان مستشفى واحدا على الاقل من هذه المستشفيات الضخمة فيها قد اصبح الوجهة المفضلة للمرضى القادمين من الامارات· واعداد هؤلاء لوحده بحاجة لأكثر من وقفة حول الاسباب التي تدفع بهم للسفر للعلاج في تايلند رغم كل الامكانيات التي تتباهى بتوفيرها دوائر الصحة لدينا·
' السبع لفات' او ' الدوخات' التي تزيد المراجع الما ومرضا في مستشفياتنا، والارتجال السائد يقف في مقدمة اسباب نزوح هذه الافواج من المواطنين الى هناك طلبا للعلاج، وغالبيتهم يتوجهون الى تايلند على نفقتهم الخاصة ومسؤوليتهم الشخصية· ان الجفوة القائمة بين المرافق الصحية والمراجعين جراء عدم الثقة والتعقيدات السائدة تتطلب الكثير من المراجعة من جانب المسؤولين عن الخدمات الصحية التي انفقت عليها الدولة بسخاء لتجهيزها واعدادها بالصورة المتكاملة التي هي عليها اليوم· الثقة والاطمئنان أمران اساسيان في مسألة العلاج، ومن دونهما سيظل الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر شد الرحال الى بانكوك!·