يقظة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية تستحق كل تقدير وهو يحذر شركات تعبئة وتوزيع المياه من مغبة وضع بطاقات تحتوي معلومات غذائية خاصة بها على عبوات المياه دون موافقة الجهاز بهذا الشأن·
لقد جاءت هذه التحذيرات للتصدي لتجاوزات جرت بسبب الحرب القائمة بين هذه الشركات ، وهي تسعى لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المستهلكين، وبعض تلك المساعي تجاوز حدود المنافسة التجارية الشريفة·
وعلى الرغم من نقاوة المياه التي توفرها شركة أبوظبي للتوزيع عبر شبكة توزيع المياه، إلا أن ارتفاع درجة الوعي والرغبة في الحصول على الأفضل دفع بفئات واسعة من الجمهور للاقبال على خدمات شركات تعبئة وتوزيع المياه·
وفي خضم التنافس المحموم أقدمت بعض هذه الشركات على التشكيك في صلاحية مياه منافسيها، وأخذت منحى خطيرا والبعض منهم يتهم غريمه بتوزيع مياه تحتوي مواد ومركبات ضارة على المدى البعيد تؤدي إلى أمراض سرطانية، وزعمت شركات أخرى أن ما تعبئه وتوزعه من مياه هي وحدها ذات القيمة والفائدة المتكاملة وخاصة للاطفال، هذا الوتر الحساس الذي تضعف أمامه قلوب وعقول الأسر·
ومن هنا كانت خطوة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية لوضع حد لتلك المزاعم وإلزام الشركات المنتجة بعدم وضع أية معلومات على العبوات إلا بعد مراجعة الجهاز الذي نتمنى ان تحمل كافة العبوات ليست فقط المعلومات بل موافقته ومصادقته على تداول تلك العبوات ليطمئن الجميع بعد موجة التشكيك التي سادت في أتون حرب المياه بين تلك الشركات· ولتكن هذه الخطوة من قبل الجهاز مدخلا لتصحيح الكثير مما يجري حاليا في اسواقنا من تداول لسلع دون المواصفات تمثل خطورة حقيقية على المستهلكين·