** يدرك المصريون جيداً أن استضافتهم بطولة الأمم الأفريقية رقم 25 التي تفتتح اليوم بالقاهرة فرصة سانحة لتوجيه رسالة إلى كل من يهمه الأمر بأن مصر لم تكن تستحق ذلك الصفر المونديالي الشهير·
** وكم كان المشهد مثيراً للدهشة وجوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي يكيل المديح لمنظمي بطولة أفريقيا مؤكداً أن مصر قادرة على تنظيم كبرى البطولات الدولية بامكاناتها الهائلة وبنيتها التحتية، وبقدرة كوادرها التنظيمية، لاسيما وأن بلاتر نفسه كان منحازاً وبقوة لجنوب أفريقيا في إطار سعيها لاستضافة مونديال 2010 وبذل كل الجهد من أجل إقناع بقية أعضاء تنفيذية الفيفا بأحقية جنوب أفريقيا باستضافة أول مونديال على أرض أفريقيا·
** قد يكون المصريون قد استوعبوا أخطاء الماضي، وحوَّلوا السلبيات إلى ايجابيات تجسدت على أرض الواقع، ولكن هل كان الموقف 'السابق' سيئاً إلى حد ألا تحصل مصر بتاريخها وعراقتها على صعيد القارة الأفريقية ولو على صوت واحد في الامتحان المونديالي·
** المهم أن تكون لدينا القدرة على النهوض من جديد واستيعاب كل الدروس، وعندما تحط بطولة أفريقيا الرحال على أرض عربية، فإن نجاح البطولة التي تضم كوكبة من أبرز نجوم الكرة في العالم يصبح مسؤولية الجميع، بعيداً عن مقولة: إننا نبدأ أي مهمة متوحدين متماسكين ثم سرعان ما يبحث كل منا عند مجد شخصي، حتى لو انتهى الأمر بفشل الجميع·
** لا أحد يستطيع أن يقلل من شأن مشاعرنا العربية التي نجسدها من خلال شعارات لا تنتهي، ولكن عندما نتنافس وجهاً لوجه تتراجع هذه الشعارات ويحل محلها عبارات مثل المباراة 'حياة أو موت' وأن الفائز 'مولود' والخاسر 'مفقود'، وهو ما لا نتمنى أن يتردد اليوم قبل 'لقاء الأشقاء' بين مصر وليبيا، برغم جماهيريته، وخصوصيته فهو 'لقاء دربي' يمثل مباراة عربية في افتتاح بطولة أفريقية توفرت لها كل عناصر القوة والاثارة والتشويق وصنفها الكثيرون على أنها الأسخن بين كل نسخ البطولة منذ انطلاقتها وحتى الآن، فالخماسي 'المونديالي يتحدى الخماسي التقليدي' والبطولة فرصة للموندياليين لإثبات جدارتهم، ومناسبة للقوى التقليدية لتأكيد أن ما حدث في تصفيات المونديال لا يمكن أن يتكرر في بطولة أفريقيا وستكون مباراة الكاميرون 'حاملة اللقب 4 مرات' مع أنجولا 'المونديالية' في افتتاح المجموعة الثانية غداً فرصة لاختيار نوايا المعسكرين، التقليدي والمونديالي على أرض قاهرة المعز·
****
* تصريح سليم علولو رئيس لجنة فض المنازعات في الفيفا بشأن قضية انتقال راشد عبدالرحمن من نادي إيفردون السويسري إلى نادي الجزيرة، والذي تنشره اليوم، يعيد الكرة إلى ملعب اتحاد الكرة!