هناك أشياء كثيرة تخص الهم العام تصادفنا في حياتنا اليومية ولا نعرف كيف نتعامل معها بعضها يتمثل في سلوكيات يتصور المرء أن بإمكانه إصلاحها وتغييرها، ومن الصور التي تصادفني يومياً صورة بعض السيارات التي تقطع الإشارة الحمراء في وضح النهار وفي عز الظهر بل وقد تقطعها على طريقة على عينك يا تاجر في مرات كثيرة وخاصة عند ساعة الظهيرة وعودة الناس الى بيوتهم يستكثر البعض الانتظار مثل خلق الله في السيد ولا يجد هذا البعض مفراً من لفت الانتباه من خلال قص الاشارة وهي حمراء، يحدث ذلك دون خجل أو خوف من قانون، وبصرف النظر عن ضغط الدم الذي يولده تصرف كهذا في عروق الآخرين فإن الضغط يتزايد عندما تتصل في التو واللحظة على الرقم 999 وتخبرهم بالواقعة، ويسألونك في أي مكان فتقول لهم في الخالدية أو في دوار الساعة في العين أو في إشارة ند الشبا أو في إشارة شارع الوحدة المهم أن السيارة رقم كذا قطعت الإشارة، فماذا يقولون لك؟ اذهب الى مركز الشرطة وافتح بلاغاً هناك بالواقعة·
هنا نختلف فالشرطة تطلب من الجمهور الوعي والتفاعل معها ومن يبلغ عن الخطأ ليس في حاجة للذهاب الى مركز الشرطة، وفتح بلاغ وسين وجيم واسمك وعنوانك فالبعض في حياته لم يدخل قسماً للشرطة فكيف به يدخله الآن في موضوع لا ناقة له فيه ولا جمل مثل قص الإشارة الحمراء، يعني تصور انك راجع من دوامك ورأيت هذا المنظر لسيارة تقص الإشارة الحمراء ووجدت ردا من الجهة المسؤولة فماذا تفعل؟ هل ستذهب الى مركز الشرطة وهناك تفتح بلاغاً وتجلس على راحتك وتجيب على أسئلة الربع من عينة الأسئلة إياها هل لديك سابق معرفة بالشخص راعي السيارة، هل هناك خلاف سابق بينكما؟ وغيرها من الأسئلة ثم ما الذي يضمن لي أن الشخص الذي دفعتني شهامتي وحرصي على صورة الشارع والتزام الناس بقوانين السير والمرور لفتح بلاغ ضده أن الحبيب بعد أن يتم استدعاؤه الى مخفر الشرطة ويواجهونه بأقوالي أنا الشهم ما الذي يضمن أنه لن يذهب الى مركز شرطة آخر ويفتح بلاغاً ضدي يتهمني فيه بأي تهمة وخاصة من عينة تهم السب والقذف، وغيرها من التهم التي تعج بها مراكز الشرطة ودور النيابة، ومن بعدها تدور العجلة ماذا تفعل لو وجدت صورة كهذه؟ وكيف تتصرف معها·