الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مبدأ التفاوض سيتعزز لكن خيار المقاومة سيبقى محل أخذ ورد في المنطقة

18 يناير 2006
حوار - محمد أبوالفضل :
يحتل الحديث عن السلام والأمن الاقليمى فى المنطقة مساحة واسعة من اجتهادات وتكهنات دوائر متعددة، تتباين أو تتفق حسب زاوية النظر والأهداف المطلوبة من وراء هذا العنوان العريض ، الذى يحتمل تفسيرات مختلفة ، يتم تسخيرها فى معظم الأحيان لتحقيق مرامى محددة ، لذلك لم تظهر رؤية استراتيجية مكتملة تراعي التوازنات والمعادلات الراهنة فى منطقة تتلاطم فيها أمواج كثيرة ، وتأخذ فى إعتبارها الملفات الشائكة التى تمثل عائقا رئيسيا أمام الوصول لمفهوم جماعى ، فسياسة القفز على القضايا الساخنة يصعب أن تفضى لنتائج واقعية تصمد فى مواجهة العواصف التى تهب من كل حدب وصوب ، وبالتالى يمثل الحوار بين الأطراف المعنية ركيزة أساسية ، أولا : لتحديد مشاكل المنطقة وتشريح مفاصلها ، وثانيا: لتقديم توضيحات لبعض الظواهر التى تعوق الأمن الاقليمى ، وثالثا : لوضع تصورات شاملة تلبى حاجات المنطقة وتطلعاتها ، من هنا بدأ المجلس المصرى للشؤون الخارجية حوارا مع حلف شمال الاطلنطى من المتوقع أن تتكشف قسماته واتجاهاته فى الندوة المقرر عقدها بالقاهرة فى فبراير القادم، وفى هذا السياق التقت 'الاتحاد' عبد الرؤوف الريدى رئيس المجلس وسفير مصر الأسبق فى واشنطن ، ليس فقط للوقوف على تفاصيل وخلفيات الندوة ، لكن للتعرف على رؤيته لعدد من القضايا السياسية التى تهم المنطقة ، انطلاقا من تقديراته الموضوعية لمجموعة من التطورات التى تؤثر على مستقبلها··وفيما يلي نص الحوار :
الاعتداء على جنود مصريين عند معبر رفح يحمل دلالات كبيرة قد تلحق أضرارا بسيناء!
لعبة الانتخابات لها قواعد سياسية من يخرج عنها يتعرض لضغوط ومضايقات كبيرة
برغم اقتراب الانتخابات الفلسطينية ، الا أن عددا كبيرا من المواقف الدولية والاسرائيلية مستمرة فى الضغط على حركة ' حماس' بوسائل شتى ، فما هى دواعى الخوف من مشاركتها ، إذا كانت قبلت ضمنا باللعبة السياسية ؟·
المغزى الرئيسى لكل ما يظهر من ضغوط دولية واسرائيلية حيال مشاركة 'حماس' وما يصاحبها من شروط يكمن فى رغبة عامة لتطويع الحركة وقيادتها من أجل التخلى عن توجهاتها المسلحة ، ووقف خيار المقاومة ضد قوات الاحتلال الاسرائيلى، الذى تتبناه وحققت به نتائج كبيرة على الأرض ، خاصة أن منظمة التحرير الفلسطينية قبلت بالقرار 242 ، الذى يقضى بالإنسحاب من الأراضى المحتلة عام ،1967 وبالتالى الاعتراف بدولة اسرائيل وتطبيق مبدأ ' الأرض مقابل السلام' ، وكان من الصعوبة حدوث أى تحرك على مستوى القضية الفلسطينية ما لم يكن جرى القبول بهذا القرار ، وعلى هذا الأساس عقد مؤتمر مدريد وتم توقيع اتفاقيات أوسلو ، وبصرف النظر عن النتائج التى ترتبت عنهما للجانب الفلسطينى ، فانهما ( مدريد وأوسلو ) انطلقا من قواعد هذا القرار ، ويجب الالتفات الى أن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ، خاصة حكومة شارون ، حاولت ونجحت فعلا فى الالتفاف حول هذا القرار ، وطبقت نهجا توسعيا - استيطانيا يتنافى مع محتوياته ، مما خلق أمرا واقعا ضاعف من معاناة السلطة الوطنية والشعب الفلسطينى برمته ، وفى ظل كل المكاسب الاسرائيلية تسعى دوائر سياسية كثيرة لمواصلة ضغوطها على حركات المقاومة لتتخلى عن هذا النهج، الذى لا يتلاءم مع الترتيبات الجديدة للمنطقة ·
هل يفهم من هذا الكلام أن هذه الضغوط بمثابة مناورة لتقليص نفوذ 'حماس' المتصاعد ؟·
لا أقصد إطلاقا أن هناك مناورة غربية ، بل إذا أردت المشاركة عليك أن تلتزم بلعبة الانتخابات وتتقن قواعدها ، التى تتمثل فى قبول القرار 242 ، بمعنى التخلى عن قضايا من نوعية تدمير اسرائيل ، وهى أحد الشعارات التى ترفعها حركات المقاومة الفلسطينية ، وقد جاء البرنامج الانتخابى ' لحماس' خاليا من ذلك ، الأمر الذى ينطوى على دلالات مهمة ، فمهما حاولت الحركة تقديم مبررات لذلك ،فانه يشير الى بدايات لقبول باللعبة وقواعدها وفقا لآليات تتسم بالديناميكية ، ولا أستبعد حدوث تغيرات أخرى فى المستقبل ، تفرضها أجواء وظروف معينة ·
لكن توجد مشكلة أكثر تعقيدا تتعلق بالاصرار على نزع سلاح المقاومة ،وتفتيت بنيتها التحتية ؟·
هذه القضية استطاعت السلطة الفلسطينية ترويضها ، فمنطقها يؤكد عدم تطبيق أو الالتزام بمطلب يؤدى الى ' حرب أهلية '، وإذا كان هناك تفهم نسبى نحو الرؤية الفلسطينية بشأن هذا المطلب ، فانه توجد ممانعة واسعة لمسألة امكانية نجاح أى من القوى الوطنية فى الانتخابات والمشاركة بصورة من الصور السياسية وفى الوقت نفسه ترفع شعار تدمير اسرائيل ، واعتقد أن 'حماس' من الذكاء للاستفادة من جماهيريتها وشعبيتها فى أوساط فلسطينية كثيرة للحصول على أكبر عدد من المقاعد فى المجلس التشريعى ، أى محاولة عدم الخروج على قواعد اللعبة الانتخابية لاستثمار ما يظهر من تأييد ودعم لها فى الشارع الفلسطينى على حساب قوى أخرى ، فكلما اقتربت من التركيبة السياسية وأصبحت جزءا فاعلا فى هياكلها يفرض عليك المزيد من الالتزامات وينتابك شعور أكبر بالمسؤولية ·
الاحتلال يتقلص !
فى هذا السياق ، هل يمكن أن تحسم الانتخابات التشريعية ونتائجها الجدل الحاصل بين خيارى التفاوض والمقاومة الذى يؤثر على أى ترتيبات للأمن فى المنطقة ؟·
باعتقادى من المرجح تعزيز الاتجاه نحو التفاوض ، لكن فى الوقت ذاته سيظل خيار المقاومة محل أخذ ورد ، ولن يتم التخلى عنه طالما هناك احتلال للضفة الغربية ، حسب التقديرات التى تعلنها 'حماس' من حين لآخر ، وبذلك تكون الحركة سلمت فعلا بوجود اسرائيل ، إذا انسحبت الأخيرة من الضفة ، ولأنها ( اسرائيل ) لا تزال جاثمة على الأرض الفلسطينية فلابد من المحافظة على خيار المقاومة ، من هنا أؤكد على كلامى السابق أن حسم الخيارات الفلسطينية وتعزيز التفاوض على حساب المقاومة سيستمر الجدل حوله لفترة طويلة ، فعندما تطالب اللجنة الرباعية الدولية ، بالضغط أو الإلحاح ، على نزع سلاح المقاومة ، سيكون رد ( الحجـة) السلطة الفلسطينية الجاهز صعوبة الدخول فى حرب أهلية ، فى ظل وجود احتلال ، والسؤال الرئيسى: هل اسرائيل على استعداد لاعلان انسحابها من كافة
الأراضى الفلسطينية التى احتلتها عام 1967 ؟·
أشك فى ذلك ، لكن من الواضح حدوث إزاحة لجزء من الاحتلال الاسرائيلى بموجب الانسحاب من غزة ، وأصبحت عيون العالم مصوّبة تجاه طبيعة الادارة الفلسطينية لهذا القطاع ، لذلك فتجاوز هذا الاختبار بنجاح نقطة مهمة لدحض حجج اسرائيل ، لأن الإخفاق فى هذا الجزء أو ظهور مشكلات عميقة يعطى لها ذرائع بالتلكؤ فى الانسحاب من أجزاء أخرى ، ومن ثم على السلطة الفلسطينية وكافة القوى الوطنية التعاون للتأكيد بأن الشعب الفلسطينى قادر على إدارة أراضيه بمسؤولية كاملة ، لذلك أضحت الكرة فى ملاعب جميع الأطراف ·
غياب شارون من على الساحة السياسية الاسرائيلية ، هل يؤثر سلبا أم إيجابا على عملية التسوية السياسية للقضية الفلسطينية ؟·
بالطبع هناك تأثيرات كبيرة ، لأن كل التوجهات والتحركات السياسية التى شاهدناها مؤخرا كانت على يد شارون ، الذى أثبت أنه سياسى ' شاطر' فصورته فى ذهن الكثير من الناس أنه ، جزار وبلدوزر ومحارب فقط، لكنه تولى القيادة ساعيا لتطبيق برنامج سياسى محدد ، حيث شعر أن هناك خطرا ديموجرافيا على اسرائيل علاوة على خطر أمنى لا يقل أهمية ، فقد رأى يهودية الدولة مهددة بحكم التزايد الكثيف فى صفوف الفلسطينيين ، وأبرز مميزاته امتلاكه رؤية استراتيجية سعى جاهدا لتنفيذها بقوة ، واستطاع تحقيق انجازات حقيقية لاسرائيل ، من خلال برنامجه وحواراته السياسية مع أطراف دولية متعددة ، ولأنه أحد صقور اليمين فلم يشكك أحد فى إخلاصه للدولة حتى عندما قرّر الانسحاب من غزة ، حيث تحرك وهو يملك تاريخا خلفه حافلا بالانجازات لاسرئيل على المستوى العسكرى ، هذه المميزات التى أشرت إليها لا تنفى إطلاقا إجرامه وانتهاكاته التى ظهرت تجلياتها فى كل الحروب التى خاضها ، خاصة صابرا وشاتيلا ، وكذلك عمليات الاغتيال التى طالت كثير من الشهداء الفلسطينيين،الشيخ ياسين والرنتيسى مثلا،ولو جرى تطبيق المعايير الدولية بموضوعية عليه لتمت محاكمته منذ فترة ، لكن هذا شيء وكونه من السياسيين الماهرين فى اسرائيل شئ آخر·
من هنا ، ما هـى ملامح الخريطة السياسية فى اسرائيل بعد شارون ؟·
فى ظل التعقيدات التى تتسم بها وعدم وجود شخصية كاريزما حاليا يصعب التوقع بصورة محددة لشكل الخريطة السياسية ، ولا يوجد من يملك ' كرة بللورية ' ينظر داخلها فيقدم لنا معالم وافية لهذه الخريطة ، ويجب أولا معرفة مصير شارون نفسه وعافيته الصحية ولياقته السياسية ، وطبيعة التوجهات التى تسيطر على عقلية زعيم حزب العمل عامير بيريتس ، والدرجة التى يحظى بها نتانياهو فى صفوف الليكود ، فضلا عن قدرة ايهود اولمرت الذى سيخلف شارون فى كاديما ومستقبل بيريز فى هذا الحزب ، وغير ذلك من الاستفسارات والتساؤلات التى يساهم توضيحها والاجابة عليها بشكل كبير فى إجلاء أجزاء من معالم الصورة الغامضة ، لذلك سوف ننتظر حتى اجراء انتخابات الكنيست فى 28 مارس المقبل لفك كثير من الألغاز والشفرات ·
مهما كانت شخصية وهوية من يتولى رئاسة الحكومة المقبلة فى اسرائيل ، هل أنت متفائل أم متشائم بمصير التسوية السياسية ؟·
برغم كل الانجازات الاسرائيلية على المستويات العسكرية والاقتصادية والعلمية ، إلا أن ترمومتر الحلم الصهيونى يتراجع ، تؤكد هذه الظاهرة أن التفوق العسكرى وحده لايمكنه تحقيق أو الحفاظ على الأهداف الاستراتيجية ، فبدءا من الانسحاب الاسرائيلى من سيناء ثم جنوب لبنان وحتى غزة نجد أن هناك تخليا عن ثوابت مختلفة ، ولا يلغى هذا الدور الهام الذى لعبته المقاومة الاسلامية اللبنانية والفلسطينية فى حض اسرائيل على الاقدام على الانسحاب من جنوب لبنان وغزة ·
رفح ··وكتائب الأقصى
معنى ذلك أن الانسحابين تمّـا تحت ضغط المقاومة الاسلامية المسلحة·· وبالتالى يجب تنشيطها حتى تنسحب اسرائيل من الضفة الغربية وهضبة الجولان ؟·
بالنسبة لجنوب لبنان ، بلا جدال الانسحاب تم تحت ضغط المقاومة التى قادها حزب اللـه ، أما غزة فإن المقاومة كانت أحد العوامل الرئيسية ، لكن العامل الذى لا يقل أهمية فى هذا السياق هو رؤية شارون لشكل الدولة الاسرائيلية ، وفى تقديرى أن دور المقاومة عجل من اتخاذ هذه الخطوة ، من هذه الزاوية تظهر أهمية هذا العامل فى حض اسرائيل على الانسحاب من أراض أخرى ، ومع الأخذ فى الاعتبار أن هناك حسابات داخلية واقليمية ودولية تلعب دورا فى نشاط المقاومة فى جزء من الأراضى العربية وهدوئها فى منطقة أخرى ·
كيف تنظر لاعتداء بعض العناصر الفلسطينية على جنود من حرس الحدود المصرى عند معبر رفح قبل أيـام؟·
لقد أفزعنى هذا الاعتداء ، لأنه ينطوى علـى دلالات فى غاية الأهمية والحساسية ، ففى إعتقادى أنها عملية مدبرة من جانب ' كتائب شهداء الاقصى ' لدخول سيناء، ولم تأت صدفـة ، فقد صاحبها استعداد مسبق وتعمد فى الإقدام عليها ، حيث قام ' البلدوزر' بهدم السور وتم الإعتداء على عدد من الجنود الفلسطينيين ودخل المئات الى سيناء ، وأبرز دلالاته أن قيام اسرائيل باغلاق قطاع غزة من الشمال سوف يجبر الفلسطينيين، بايحاء من اسرائيل طبعا ، لدخول سيناء ، بكلام آخر أن جزءا من الكثافة السكانية العالية فى غزة يمكن انتقاله الى مصر أو تهيئة الأجواء لمناقشة وفرض هذه الفكرة، وهذه النتيجة تكشف خطورة الوضع الأمنى فى سيناء ، وضرورة الالتفات لذلك حتى لا تتحول هذه المنطقة لبديل ، فالمسألة فى جوهرها أكبر من حادث عابر تمت تسويته بناء على العلاقات العميقة بين الشعبين المصرى والفلسطينى ·
وبمـاذا تفسر الأزمة الراهنة وتنديد جهات كثيرة فى المجتمع الدولى باستهداف ايران لأنها خالفت هذه المعاهـدة ؟·
المجتمع الدولى يتحرك من منطلق شكوك فى توجهات إيران ، لكن ماذا عن اسرائيل ، التى يحميها الغرب من أى ضغوط تقع عليها للانضمام لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية؟ ، وقد شاهدت خلال عملى الدبلوماسى حالات مختلفة لرفض دول غربية كثيرة التصويت لقرارات دولية بهذا الشأن ، ويضع الفصل بين أمن الخليج والأمن العربى ، الأول فى مواجهة ايران مباشرة ، وبافتراض حدوث تهديد فعلى من قبل ايران لدول الحليج من الذى يقوم بردعها ؟·
أثبتت التجربة أن الولايات المتحدة وحدها وبدون غطاء عربى لا تستطيع القيام بهذه المهمة ، وبمراجعة الأزمة بعد دخول العراق الكويت وانفراد واشنطن ( بدعم من لندن) باسقاط نظام صدام حسين تتأكد أهمية الغطاء العربى ، ففى الأولى نجحت الولايات المتحدة عندما توافر لها دعما عربيا مواتيا ، وفى الثانية لا تزال تواجه صعوبات كبيرة عندما لم تجد دعما عربيا صريحا ، ويزداد اقتناعى بهذه النتيجة بعد لجوء واشنطن للاستعانة بجامعة الدول العربية فى المؤتمر العراقى التحضيرى وما يليه من مؤتمر منتظر فى فبراير القادم للحوار الوطنى العراقى ، لذلك لابد من الاستعانة بغطاء عربى ، حتى لو كان ضعيفا كما هو حاصل الآن ·
السلام ··والأمن
يتمحور مؤتمر المجلس المصرى للشؤون الخارجية فى فبراير المقبل حول السلام كوسيلة لضمان الأمن والاستقرار والتنمية فى المنطقة ، بالتعاون مع حلف شمال الأطلنطى ( ناتو) من أين جاءت فكرة المؤتمر ، وكيف يجرى التنسيق بين منظمة أهلية ( المجلس ) ومؤسسة رسمية ( الناتو) ؟·
منذ فترة تمت إتصالات متعددة من جانب الناتو بالمجلس المصرى لاجراء حوارات ، وكنا على درجة كبيرة من التحفظ ، ثم قمنا بتقويم الموقف برؤية موضوعية فوجدنا أن تاريخ حلف الأطلنطى سلبى حيال المنطقة ، فخلال فترة التحرر الوطنى كان الحلف يقف داعما الدول الاستعمارية ، وعقب انهيار الاتحاد السوفييتى بدأت عملية مراجعة لدور الناتو ، ومنذ حوالى عامين دعيت لحضور مؤتمر بمشاركة سكرتير عام الحلف وكل مندوبى الدول الدائمين ، وفى وجود هذا الجمع تحدثت إليهم وأكدت أننى كنت مترددا فى الحضور حتى اللحظة الأخيرة ، لقناعتى بسلبية دور الحلف فى المنطقة ، ولكن لأننا نعيش فى عالم واحد حسمت ترددى وحضرت ، وغلبت عنصر الحوار على ميراث الماضى ، لكنه ( الحوار ) من الواجب أن يحمل هدفا مشتركا وهو الأمن ، وبالتالى لابد أن تكون هناك قواعد مشتركة نهدف لمعالجتها ، مع ملاحظة وجود تباين فى الرؤى ، لذلك سوف يكون الحوار مهما لتقريب الفجوة
ولكن هل بالفعل هناك حوارا بين الناتو وعدد كبير من الدول العربية منذ فترة ؟·
نعم ·· لكنه يتخذ صبغة ثنائية ويحمل إشارات أو دلالات للفصل بين أمن الخليج والأمن العربى الجماعى ، وفى المؤتمر المقبل سوف أؤكد على مخاطر هذا الفصل ·
بماذا تفسر الاهتمام الأوروبى الظاهر بالمنطقة ، خاصة بعد مشاركة عدد من المراقبين فى الاشراف على تنفيذ إتفاق المعابر الفلسطينية ؟·
لا أنكر هذا الاهتمام ، وأرجعه الى عاملين ،الأول الحفاظ على تدفق النفط العربى الى الأسواق الأوروبية ، والثانى ملف الإرهاب الذى أصبح يؤرق الكثير من الأوساط الأوروبية ، التى تتصرف ببرجماتية واضحة لضمان حل مشكلات هذين الملفين ، برؤية استراتيجية تقوم على الحفاظ على أوروبا وأمنها ورخائها واستقرارها وسط هذا الخضم المليء بالتوترات ، من هنا تأتى أهمية الحوار الذى يجريه المجلس المصرى لمحاولة إقناعهم برؤيتنا للسلام والأمن الاقليمى ، وعدم ترك الساحة للطرف الاسرائيلى يتحرك فيها بديناميكية ، فمن أجل الحفاظ على تدفق النفط ومنع تدفق المهاجرين ووقف زحف الارهاب من الضرورى أن تنعم هذه المنطقة بالسلام ، وإشعارهم بالذنب فى خلق المشكلة الفلسطينية ، وفى هذا السياق يعتبر كلام الرئيس الايرانى محمود أحمدى نجاد صحيحا من الناحية الواقعية ، لكنه غير سياسى ·
يبدو الكلام عن السلام والأمن الاقليمى كوسيلة للاستقرار حق يراد به باطل ، فالى أى درجة يتواءم هذا الاستنتاج مع ما يجرى فى منطقة الشرق الأوسط ؟·
هذه العبارة يتم استخدامها حسب من يستخدمها ، فالأمن الاقليمى فى حسابات الولايات المتحدة ضمان الحفاظ على مصالحها ودمج اسرائيل فى المنطقة ، وفى هذا المجال لا يمكن تغافل صعود بعض القوى مثل الصين التى كانت محورا لمناقشات المؤتمر السنوى الأخير للمجلس المصرى للشؤون الخارجية والذى عقد فى أوائل شهر يناير الجارى ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©