الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جدتي لن أتخلى عنك

18 يناير 2006

يحكى أنه كان هناك شقيقتان 'مريم وشما' عاشتا مع جدتهما أم صالح بعد طلاق والدتهما وزواجها من آخر، ولم تسأل عنهما لسنوات عديدة·· فتكفلت الجدة بتربيتهما ·· وكانت الابنة الكبرى مريم طالبة بالجامعة وهي غير مجتهدة ودائمة الضجر والشكوى من حياتها وتحب الخروج والتسوق مع صديقاتها، ولا تساعد جدتها في أعمال البيت، أما الابنة الصغرى شما فهي طالبة بالثانوية ومجتهدة في دروسها على عكس شقيقتها مريم، وتحب جدتها كثيراً وتساعدها في أعمال البيت، ودائماً تحاول أن تنصح شقيقتها الكبرى مريم وتقربها إلى جدتها، والا تكثر عليها بالطلبات والشكوى، ولكن دون جدوى·
حتى أن مريم تم ايقافها من الجامعة بسبب رسوبها وكثرة غيابها وتطاولها باهانة استاذها، ولكن بلا فائدة، فقد كانت تهتم بالخروج والتنزه مع صديقاتها والاستماع الى الأغاني ومضيعة الوقت في التحدث بالهاتف مع صديقاتها··
حتى جاء اليوم الذي تذكرت فيه الأم 'والدة مريم وشيما' بأن لديها ابنتين، وبعد أن طلقها زوجها لأنها لم تنجب له، فذهبت إلى منزل الجدة أم صالح لرؤية ابنتيها مريم وشما وأخذهما للعيش معها···
وهنا تحدث المفاجأة الكبرى ·· حيث أن الابنتين لم تتعرفا عليها، لأنهما يريانها لأول مرة، فقد تركتهما منذ صغرهما عند الجدة ولم تأت لزيارتهما منذ سنوات 'فكما تدين تدان، والجزاء من جنس العمل' فهي التي بدأت وتخلت فكيف تتوقع النتيجة ؟؟؟
فشما ترفض بشدة الذهاب مع والدتها لأنها تحب جدتها كثيراً ولا تستطيع الاستغناء عنها ·· أما مريم فهي التي تفاجئ الجميع بموقفها المؤثر فعلاً، فنجدها ترتمي في أحضان جدتها العجوز تبكي بين يديها وتتوسل إليها بأن لا تتركها، وتعتذر عما بدر منها وتعترف بفضل جدتها عليها وكفاحها وتضحياتها الكثيرة لأجلها هي وأختها، وهي لا تعرف هذه الأم التي جاءت لأخذهما، لأنهما لم يعرفا من هذه الدنيا سوى هذه الجدة المسكينة··
هذه الجدة هي الأم الحقيقية لهما، فهي من تعبت وسهرت الليالي لأجلهما، وليس الأم التي تخلت عنهما لسنوات طويلة وجاءت اليوم لتجني ثمار غيرها ··· وتخرج الأم حزينة لرفض ابنتيها العيش معها···
وكان هذا الموقف المؤثر هو بداية تغيير في حياة الابنة مريم التي يتغير سلوكها للأفضل وكذلك تتغير معاملتها مع جدتها واختها، فنجدها تواظب على أداء الصلاة وتجتهد في دراستها وتصبح طالبة متميزة علماً وسلوكاً·
وهنا ترغب ادارة الجامعة بتكريم الطالبة مريم لتفوقها وتحسن سلوكها، وفي يوم التكريم تحضر الأم والجدة مع البنات الى المدرسة، وحين يتم تسليم الأم 'والدة مريم وشما' شهادة الشكر باعتبارها ولية أمر الطالبة مريم نجد أن الأم تقدم شهادة الشكر والتقدير هذه الى الجدة الوفية لأنها هي من يستحق التكريم الحقيقي والشكر، فنجد الأم تعترف بفضل الجدة في تربية ابنتيها، فهي من كافحت وصبرت وسهرت، هي من غرست فيهما المبادئ والأخلاق، هي ضحت براحتها لأجلهما···
لذلك كله كانت الجدة هي التي تستحق الشكر والتقدير ··· فتستلم الجدة الشهادة فرحة لما غرسته يديها· 'والجزاء من جنس العمل'·
جماعة الهلال الأحمر بمدرسة الثريا للتعليم الأساسي ح،2 وباشراف الاخصائيات الاجتماعيات
بمناسبة يوم المسن العالمي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©