الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأم مدرسة مجني عليها (2)

11 يناير 2006

تتحمل كل أم مسؤولية تربية أبنائها بعد طلاقها وينسى الأب ويتزوج ثم يرجع بعد سنتين أو أكثر احيانا ويطالب بالابناء ويرغم الأم ويهددها بالشرطة ان تأخرت عن احضارهم·
لماذا تظلم الأم المطلقة دوما؟ لماذا تفقد حقوقها الوظيفية في السكن والعلاوة كما الرجل يعطى ولا تعطى هي؟ لماذا ينظرون اليها نظرة الذئب للفريسة في كل مكان تحط فيه ولها طلب أو معاملة تتساهل حتى تسهل مهمتها والا فالويل لها بين ذئاب الغاب؟ انها الحقيقة التي لم أعد استطيع التغاضي عنها بعد كل ما تمر به المرأة وما اسمعه واراه يوميا من ظلم وقهر تمر به في عملها ومع مدرائها وفي ادارة تلو ادارة هذا كله لم يكفها حتى يضغط الأهل والأصحاب عليها بالتهرب من مسؤولياتهم والبعض يستفيد من وظيفتها لاستغلالها وأخذ راتبها للصرف على الأسرة وكأنها تدفع ضريبة الطلاق بالاضافة لمعايرتها بالتقصير، فمتى ننظر اليها وكأنها فرد له حقوق وله أن يخطئ ونسامحها ونمد لها الجسور والقوة والدعم لتقف على قدميها من جديد لتبني لها عشا جديدا·· بعد ان جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، الا نرحمها كما امرنا الله ونبيه (صلى الله عليه وسلم) الا نقف معها ونمد لها يد العون والصدق والثقة لتعبر الأشواك ونرمي الزهر تحت أقدامها بعد ان جعل الله الجنة تحت اقدامها الطاهرة·
الى متى نظلم الضعيف؟ الى متى نقسو ونجهل ونتجاهل الأم، الأخت، الابنة، الزوجة، الجدة، المعلمة؟، فالأم مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الأعراق·· ليكن البشر رحماء واذا كانت القوانين قاسية عليها فمن وضعها سوى الرجل الذي يجهل احتياجاتها ونفسها الضعيفة وروحها المريضة·· فكيف نحرم أماً من ابنائها ونقسو ونحرمها من فلذات كبدها لتربيهم امرأة أجنبية زوجة أب أو أب طائش ضائع فقط ليرضي غروره·
لم أتوجه بحديثي الى كل الرجال·· أقصد الظالم القاسي الناسي الجاهل منهم واصابع اليد ليست متشابهة كذلك البشر، فكما هناك الطالح فالصالح زينة الدنيا وصلاحه من صلاحها فالطيبون للطيبات ولكن نشكو حال المطلقات الضعيفات فلهن على المجتمع حق بل حقوق، فلا نكون لها فرعونا وهي تحتاج منا العون بل كل العون·· ارحموا المرأة·· اربطوا ألسنة الرجال بفتوى الحق وقانون صارم لمنع الهدم ولاطلاق لأننا فعلا نحتاج لأمره حتى نكون شعبا متناميا متماسكا ونحن نبني الدولة ونحلم بغد مشرق فلا نحتاج لأسر مفككة فكيف لنا ان نقوى ونتعاون ونحن من الداخل نتفكك بدون الديناميت تشتتنا والقرآن والنبي جمعانا على كلمة لا إله إلا الله وعلى الحب والرحمة التي هم من صفات الرب الرحيم تجمعوا وتراحموا ولا تفرقوا وتطلقوا فإن الطلاق اسوأ وأبغض الحلال عند الله ونبيه الكريم· ونحن في عام جديد ليكن عام الاسرة المترابطة وننبذ الفرقة والقسوة·· ونبتعد عن العناد ولا نقوي علينا الشيطان·· فلنرحم القوارير وبهن نهتم ونعتني بهن ونقاسمهن الهموم والظروف ولنتريث قبل الحكم واصدار القوانين ضدها ونظلمها فهي الطرف الأضعف ولم تعد تحتمل ظلم المصير·· ولنحكم عليها بالجمع ولم الشمل ونبني اسرا سعيدة متماسكة ونبني دولة سعيدة قوية ورفقا بأبنائنا جنود الغد وسند الدولة وصروح الوطن الغالي والله لنا حام واخيرا رفقا بالقوارير·
هدى العلي
عضوة في ادارة جمعية الامارات للعلاقات العامة
رئيسة لجنة الإعلام والتسويق
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©