الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسائلكم وصلت

10 يناير 2006

اهتمام جليل... إلى صحيفة الاتحاد·· تحية طيبة وبعد.. كلنا قرأنا خبر وفاة المرأة المسنة في العين ومن ثم استيقاظها بعد ساعة واحدة من رحيلها لتعود للحياة من جديد، وكلنا اهتممنا في الموضوع كونه حديث الساعة، والخبر الأكثر أهمية، وإلا لما نشرته جريدتنا الغراء 'الاتحاد' على أولى صفحاتها·· ووضعت خبر استيقاظها من الموت بالبنط العريض·
وذكر الخبر أيضاً أن المريضة الكريمة قد تلقت علاجها في مستشفى زايد العسكري، ومن ثم نقلت الى مستشفى الجيمي 'العين' وهناك تم علاجها، ولله الحمد شاءت إرادة الرحمن والمعجزة الإلهية بفضل من الله سبحانه وتعالى أن تعود الروح الى هذه المواطنة الكريمة، ثم الفضل يعود إلى اهتمام المستشفيين بها·
ومن خلال هذه الحادثة، أشكر الله أولا على هذه النعمة العظيمة الذي أنعمها علينا، وأذكر الجميع بقوله تعالى 'يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي'، فلله في خلقه شؤون، وكل شيء عند الله بمقدار، والأمر بيديه 'كن فيكون' وانتهز أيضا هذه الفرصة لأتقدم بكبير الشكر الى المستشفيين عامة، وإلى مستشفى الجيمي خاصة على الاهتمام بأمر هذه الأم الفاضلة، ولعلني أريد أن أخصص الشكر لمستشفى الجيمي، لأن من تجربة خاصة مع من حولي، يعتبر مستشفى الجيمي احد المستشفيات الرائدة في الدولة، والذي يقودها فريق عمل متميز، وإدارة رائدة، فدائما نرى تحركات ومبادرات طيبة منهم وتعاونا غير مسبوق في خدمة هذا الشعب، وتقديم ما يمكن تقديمه للمواطنين، والاستماع الى شكاويهم، وتقبل كل الانتقادات بصدر رحب وحنية كبيرة·
بالفعل نريد أن نستنسخ 'مستشفى الجيمي' لأكثر من نسخة، ونريد أن تحتوي دوائرنا ومستشفياتنا على مثل هذا الفريق الرائع، نعم نحن لا ننكر أبداً بأن 'الدنيا بعدها بخير' و'فيها الخيرين' والله يبارك فيهم ويزيد، ولكن أصبح أمثال هؤلاء من العملة النادرة، التي يصعب الحصول عليها هذه الأيام، كون ما نسمعه وما نراه في بعض ردهات مستشفياتنا أمراً في غاية المأساوية، وأدلل كلامي بقصة حقيقية آمل أن تنال الاهتمام:
تواجدت في ردهات احد مستشفياتنا حالة مرضية، يئس الأطباء من علاجها، لأنها وعلى حد قولهم مستعصية ولا علاج لها، وعندما عجز الطبيب عن علاجها، خرج إلى أسرة هذا الولد فقال: لا فائدة ، ولدكم سيموت، فقال له الأب، يا دكتور أملنا بالله كبير، حاول اللي تقدر عليه،، فما كان من ذلك الطبيب المتقاعس إلا أن يقول: ما أقدر عيزان، ماشي فايدة منه، قلت لك ولدك بيموت وماشي فائدة؟ وبالفعل احتضر الولد لمدة 3 أيام، وصارع الموت بكل ما أوتي من قوة، ولكن إرادة الرحمن شاءت أن ينتقل اليه·
هذه الحادثة ذكرتني مما يسمى في الدول الأوروبية 'الموت الرحيم' وهو التخلص من المريض إذا ما أكد الطاقم الطبي يأسه من انقاذه، استغفر الله العلي العظيم، هل نأتي نحن وبشكل غير مباشر ونطبق مثل هذا الكلام، نعم نؤمن بأن الموت حق، وبأن مثل هذه المواقف قضاء وقدر، لكن أين هي اجتهادات بعض الأطباء في انقاذ حياة الأبرياء؟ أين هي الإنسانية في محاولة إنقاذ الأرواح، الأخت الكريمة التي ذكرت قصتها سلفاً عرضت لأكثر من 25 صدمة كهربائية، وتوفيت، ولم ييأس أطباء مستشفى الجيمي من محاولة إنقاذها، مع انها يجب أن تعرض فقط لــ 9 صدمات لإحيائها بإذن الله من جديد!!
أعتقد بأن المقارنة صعبة بالفعل، والتشابه بين الحالتين معدوم، لذا نأمل ونتأمل أن تكون نفوس وهمة كل الأطباء الموجودين في دولتنا الحبيبة مسخرة لخدمة هذا المواطن حتى آخر لحظة، وتقديم ما يمكن تقديمه لتوفير الراحة والاستقرار لراحة المريض، فالمعاملة الحسنة نصف العلاج، وهي كفيلة بإدخال الفرحة والسرور والطمأنينة في كل مريض ومنحه السعادة ورسم بسمة الأمل على وجهه من جديد·
فشكراً مرة أخرى لمستشفى الجيمي وشكراً مرة أخرى لطاقمه المميز، والله يكثر من أمثالكم، ويبارك لكم ويزيد من رصيد حسناتكم في الدنيا والآخرة·
ريا المحمودي ـ رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©