الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دبابيس

9 يناير 2006
تطرقت أمس إلى الحملة الشهرية التي قام بها المختبر المركزي في بلدية الشارقة في شهر نوفمبر، والتي كشفت عن وجود 44 عينة ضارة من المواد الغذائية غير الصالحة للاستخدام والاستهلاك الآدمي في أسواقنا·· وكانت أسباب فساد تلك المواد مختلفة·
وإذا كانت نتائج حملة واحدة للمختبر المركزي في بلدية الشارقة، هي ظهور 44 عينة غذائية غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وإذا كانت تلك هي نتيجة حملة فجائية واحدة لمختبر واحد في مدينة واحدة، وفي إمارة واحدة، فما الذي سنكتشفه يا ترى لو قامت كل المختبرات في جميع مدن وإمارات الدولة بحملة فجائية واحدة في يوم واحد؟·· أعتقد أن النتائج ستكون مرعبة وصدمة للجميع·· فأسواقنا مليئة بكل ما غث من مواد غذائية استهلاكية غير صالحة للاستهلاك البشري، وربما تتسبب في أمراض ومصائب صحية لا يعلم عاقبتها إلا الله·
هناك مواصفات ومقاييس محلية وخليجية ودولية للمواد الغذائية، تحدد درجة الجودة والمستوى الصحي للأغذية والمواد الاستهلاكية المسموح ببيعها في أسواق الدولة·· ولكن إلى أي مدى يتقيد التجار والموردون بهذه المقاييس والتعليمات؟··
الإجابة واضحة وضوح الشمس وليست بحاجة إلى كثير من التفكير والعناء، فالحملات العشوائية التي تقوم بها المختبرات والبلديات، ووقوع العشرات من تجار وموردي المواد الغذائية بين براثن المفتشين، دليل على أن أغلب هؤلاء المسؤولين عن توريد الأغذية إلى أسواقنا، لا يلتزمون بأبسط القواعد والأسس المعمول بها في جميع دول العالم·
إن ما كشفته بلدية الشارقة من خلال مختبرها في شهر واحد، يدل على أ ن هناك مصائب في بقية الإمارات وبقية أسواق الدولة·· وما كشفه المختبر المركزي ببلدية الشارقة، ما هو إلا جزء يسير مما يخبئه السوق من مصائب ومما هو مخف في مخازن بعض التجار والموردين·· فهناك أماكن في غاية السوء والتعاسة، يستعملها الكثير من موردي المواد الغذائية لتخزين وحفظ ما يستوردونه·
مرتكبو تلك المخالفات يعلمون جيدا ما الذي يفعلونه، فهم ليسوا مخابيل ولا مجانين، ولا فاقدي الأهلية، بل هم أناس عاديون، متعلمون، يعون ما يفعلونه، ولم يرتكبوا تلك الجرائم تحت تهديد السلاح، بل ارتكبوها عمدا مع سبق الإصرار والترصد وهم يدركون خطورة ما يقدمون عليه·
أعتقد أن النتائج ستكون صدمة كبيرة لنا وللحكومة وللجهات المعنية بالأمر·· وأعتقد أننا سنكتشف أن نصف الذي ندخله في بطوننا من أطعمة ومواد غذائية، ربما تكون غير صالحة للاستهلاك الآدمي·· وسنكتشف أن هناك من يبيع لنا الأمراض والأوبئة والبكتيريا الضارة والجراثيم التي نمت وترعرعت في الأطعمة الفاسدة التي يتاجرون بها، ونحن نائمون في العسل!·· اللهم سترك يا رب·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©