الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التلوث أحدث صادرات الصين إلى العالم

9 يناير 2006

بكين-(رويترز): من الواضح أن المشكلات البيئية للصين انتقلت عبر حدودها مع تدفق بقعة زيت سامة إلى روسيا في ديسمبر لكن صادرات التلوث أصبحت بكثرة عدد القمصان الرياضية الرخيصة لهذه القوة الاقتصادية الهائلة·
وبدأ زعماء البلاد لتوهم في مواجهة العواقب السياسية في الداخل بعد سنوات من السعي للتوسع الاقتصادي بأي ثمن تقريبا· ومن المشكلات الشائعة التي تعاني منها بيئة الصين والدول المجاورة المياه القذرة أو ندرة المياه والهواء الخانق والمخلفات المتدفقة من المصانع لكن الأثر الدولي لمشكلات الصين لم يعتبر إلا في حالات نادرة مدعاة للقلق بالنسبة للقيادة الصينية، فقد استغرقت الصين أياما لإبلاغ روسيا بأن انفجارا في مصنع للبتروكيماويات أدى إلى تدفق مئة طن من مركبات البنزول السامة إلى فرع من فروع نهر أمور· ويجثم الدخان فوق المحيط الهادي متجها إلى الساحل الغربي من الولايات المتحدة وهناك أمطار حمضية في كوريا الجنوبية واليابان وتدمر الغابات في مناطق تمتد حتى افريقيا·
هذه من بين الصادرات السلبية الأخرى التي يقول خبراء إنها قد تخيم على آمال الصين في أن ينظر لها على أنها قوة عالمية مسؤولة· وقال ما تشونج، نائب عميد كلية البيئة والموارد الطبيعية في جامعة رنمين 'في الوقت الراهن لم يدرك كبار الزعماء في الصين مدى الأهمية التي يمكن أن تكون عليها الصراعات البيئية من حيث العلاقات الدولية'· وأضاف: 'إنهم أكثر اهتماما بالعلاقات الاقتصادية والاجتماعية'· أما بالنسبة للدول المجاورة للصين فإن العناصر الثلاثة متداخلة بشكل دائم·
ويعيش تقريبا نصف سكان العالم في أحواض الأنهار التي تقع منابعها في الصين كما يقول ليو هورن وهو مستشار بإدارة التنمية الدولية في بريطانيا· ومن بينها بعض من أعظم الأنهار في آسيا مثل نهري ميكونج واندوس·
وبالرغم من أن هذين النهرين أفلتا من التلوث الذي تعاني منه الممرات المائية المحلية مثل نهر يانجتسي فإن بكين بدأت بالفعل في النزاع مع جيرانها منذ سنوات حول خطط لإقامة سدود، وقد يكون الأسوأ قادما·
وقال ما جون، مؤلف كتاب (أزمة المياه في الصين): ' تلك (الأنهار) ليست الأكثر تلوثا في البلاد لكن مجرد حجم توسعنا الاقتصادي يعني أنه في المناطق النائية ستزيد الأنشطة وستزيد المشكلات سوءا'· ويقول علماء إن عدم تحمس الصين للتضحية بالنمو مقابل بيئة أنظف يسبب مشكلات حتى في أماكن أبعد إذ أن بعض الدخان الصناعي الذي يغلف مدنها يتحول إلى هواء قذر بامتداد السواحل الغربية للأميركيتين·
ولكن الموقف السابق الذي يرى أن الغرض من الموارد هو زيادة النمو فحسب وإن حماية البيئة ترف برجوازي بدأ يتغير فقد تعهد كبار الزعماء مؤخرا بمعالجة الوضع البيئي 'المفجع' للبلاد ووضع فاعلية الطاقة في مخططاتهم الاقتصادية خلال السنوات الخمس القادمة وموازنة التكلفة المالية للتلوث·
وبالنسبة لبعض الدول فإن مشكلاتها بدأت عندما تحولت الصين إلى معالجة هذا الدمار في الداخل· وقد فرضت الصين حظرا على أغلب ممارسات قطع الأشجار في أواخر التسعينيات بعد اتضاح أن إزالة الغابات هو العامل الرئيسي وراء الفيضانات الهائلة التي تضرر منها نحو خمس سكان البلاد وتسببت في خسائر حجمها مليارات الدولارات· وأغلقت غاباتها في وقت زادت فيه الرغبة الجامحة في صناعة المنتجات الخشبية بين الأثرياء الجدد وتوسعت صادرات الأثاث· وأدى هذا الإجراء إلى جعل الشركات الصينية تلجأ إلى ميانمار (بورما سابقا) في حين توجه المشترون إلى ليبيريا واندونيسيا·
وقالت سوزان كمبل، التي تعمل في منظمة جلوبال ويتنس غير الحكومية 'زادت الصين من استخدامها المحلي وزادت من الصادرات ولديها عدد محدود من الأشجار التي يمكن قطعها بشكل مشروع فيمكنكم ان تلمسوا الوضع بأنفسكم'· وأضافت 'إنها تصدر مشكلات إزالة الغابات للدول التي عادة ما تتمتع بسيطرة أقل أو غير مستقرة سياسيا'·
وأضافت: في العام الماضي عبر نحو مليون متر مكعب من الأخشاب الحدود بشكل غير مشروع من مناطق في شمال ميانمار التي تعد واحدة من أكثر المناطق تنوعا من الناحية البيئية في العالم·وحتى عندما لا تكون الصين تحصل على موارد دول أخرى بشكل مباشر فإن شركاتها التي تجوب الكرة الأرضية بحثا عن الطاقة والمعادن يمكنها أن تحدث دمارا بسبب المناجم التي لا تلقى إدارة جيدة أو بسبب الحفر·
وقال ما، المقيم في بكين: 'هناك افتقار إلى الاعتبار الدائم للقضايا البيئية في القرارات التجارية والاستثمارية في الصين'· ويقول مدافعون عن البيئة يأملون في أن يساعد ضغط المستهلكين على إجبار الشركات على مراعاة الجوانب البيئية إنه يجب ألا يلقى بكل اللوم على الصين في التلوث الذي يسببه المستوى العالي من التصنيع داخل حدودها بما أن الكثير من المنتجات مصممة للأسواق الغربية· وأضاف: 'الصين الآن هي ورشة العالم وفي حين أن الغربيين يتمتعون بسلع رخيصة، فإننا نلقي كل المخلفات في أفنيتنا وفي أنهارنا'· وقال: 'المستهلكون يتحملون جزءا من المسؤولية في هذا الأمر'·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©