كانت' دار الحي' تستعد لمهرجانها السنوي في مثل هذا الوقت من كل عام على امتداد العشر سنوات الماضية، وفجأة جاء الخبر الصاعق بوفاة المغفور له باذن الله الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، ليتغير كل شيء، ويرحل الفرح عن مدينة الفرح، ويعم الحزن أرجاء الدولة من أقصاها إلى أقصاها، ويهز ألم الفراق الصغير والكبير، الداني والقاصي·
مظاهر الحداد والأسى التي عمت الجميع بصورة عفوية سواء ممن هرعوا إلى المساجد لأداء صلاة الجنازة والغائب على روح فقيد الوطن، أو أولئك الذين علقوا أنشطتهم اليومية وشاركو في التشييع كانت مادة لوكالات الأنباء الأجنبية وهي ترصد حزن الإمارات على رحيل قائد بحجم الراحل الكبير·
هذه المظاهر العفوية جسدت الحب الكبير بين القيادة والرعية على أرض الإمارات ، ووشائج الوفاء المتبادل ، ففي هذه المواقف العصيبة تظهر المعادن ،وحقيقة المشاعر نحو رجل قدم وأعطى بلا حدود، وبذل كل ما من شأنه الارتقاء بالمواطنين ، وتعزيز مسيرة الدولة وترسيخ كيان الاتحاد الذي أصبح اليوم بعمل وعطاء وتضحيات القادة المؤسسين صرحا ومنارة وأنموذجا في بناء الأوطان·لقد كان كل منا يعزي الآخر بهذا المصاب الجلل، وقد غمر الجميع فداحة الخطب ، وهول الرزء· ويعاهد كل نفسه على بذل المزيد من العمل والجهد للمحافظة على الانجازات والمكتسبات التي تحققت، ومرحلة جديدة من المراحل تنطلق من دبي على يد خير خلف لخير سلف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تحف به عناية الرحمن ومؤازرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وإخوانه الحكام وكل مخلص·