جاكرتا - وكالات الأنباء: تعهد رئيس إندونيسيا سوسيلو بامبانج يودويونو أمس بمواصلة أداء مهام منصبه كالمعتاد رغم تعرضه لتهديد أمني متزايد، حيث لم يستبعد وجود محاولة لاغتياله وقال إن حكومته تأخذ الأمر بمحمل الجدية· وفي الوقت نفسه، أعلنت 'حركة أتشيه الحرة' الانفصالية سابقا في إقليم أتشيه الإندونيسي أمس حل جيشها بموجب اتفاق السلام الموقع في مع الحكومة الإندونيسية في اغسطس الماضي·
ولم يكشف يودويونو عن تفاصيل ذلك التهديد أثناء مؤتمر صحافي عقده في باندا أتشيه فى اقليم أتشيه الإندونيسي بمناسبة مشاركته في إحياء ذكرى ضحايا كارثة 'تسونامى' العام الماضي، بل اكتفى بالقول إن السلطات تتعامل الموضوع باهتمام وجدية وطلب من الشعب تفهم أسباب تكثيف اجراءات الأمن المحيطة به خلال زيارته المدينة· وأوضح أن حرس الرئاسة اتخذوا إجراءات أمنية مشددة تحسبا لاحتمالات وجود تهديدات مباشرة لحياته· وأضاف 'سأواصل أداء مهام وظيفتي ولن يكون هناك أي تغيير'
وأفادت السلطات الاندونيسية أنها علمت بوجود خطة لقتل يوديونو قبل المراسم التى أقيمت فى باندا أتشيه وصعدت الإجراءات الامنية لحمايته وأفراد وأسرته بشكل ملحوظ ومن بين ذلك تقييد فرص مصافحة الرئيس باليد وتقليل اتصاله المباشر مع العامة· وقد وضعت قوات الشرطة الاندونيسية فى حالة تأهب عالية تحسبا لاعتداءات ارهابية محتملة قد تقع أثناء احتفالات ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام ورأس السنة الجديدة وقامت بنشر 61 الفا من جنودها فى مختلف أنحاء البلاد بسبب مخاوف من شن هجمات انتقامية بعد مقتل الإرهابي المفترض الماليزي أزهري بن حسين أبرز المطلوبين للعدالة في إندونيسيا الشهر الماضي· وكان رئيس وكالة الاستخبارات الوطنية قد ذكر مؤخرا أن الجماعات المتشددة ستغير أهدافها من تنفيذ تفجيرات في أماكن عامة إلى شن عمليات منسقة لخطف وزراء ومسؤولين حكوميين ودبلوماسيين أجانب في البلاد·
في غضون ذلك، أعلنت قيادة الجيش الإندونيسي أنها سستعيد نشر قواتها في أتشيه للمساعدة في اعادة بناء الاقليم رغم أن عملية السلام الجارية تقضي بسحب القوات التى لا تنتمي اليه· فقد صرح القائد العام الجنرال سوتارتو بأن القوات المسلحة ستأتي لإعادة بناء الطرق والجسور وليس لشن حرب وأوضح أنها ستنشر في مناطق نائية لا يمكن للشركات المضطلعة بتلك العمليات الوصول اليها· وأعرب عن الأمل فى ألا تعارض 'حركة أتشيه الحرة' قيام تلك القوات بمهام الاغاثة أو تعتبر الانتشار انتهاكا لاتفاق السلام· لكن المتحدث باسم الحركة منورليزا زين رفض الخطة وأكد أن اتفاق السلام ينص على الانسحاب غير المشروط لجميع القوات غير المنتمية إلى الإقليم ولا يوجد سبب لنشر أى قوات مسلحة اضافية فيه·
ومن المتوقع ان تغادر أتشيه غدا الخميس آخر دفعة من القوات الإضافية الاندونيسية وتعزيزات الشرطة التي ارسلتها جاكرتا إلى الإقليم أثناء كارثة 'تسونامي'· وسيخفض ذلك القوات الحكومية هناك إلى أقل من 14700 جندي و9100 شرطي بدلا من أكثر من 35 الف جندي و15 الف شرطي اثناء الحرب الأهلية· وفي تور إيجابي، أعلن المتمردون السابقون أمس حل جناحهم العسكري· وأكد القائد العسكري للحركة مذكر مناف التزامها باتفاق السلام بعد تدمير آخر دفعة أسلحة سلمتها قبل الأسبوع الماضي وفاء لشرط من أهم شروط الاتفاق· وقال في بيان قرأه اروندي يوسف العضو البارز في الحركة أثناء مؤتمر صحافي في باندا أتشيه 'نيابة عن مقاتلي حركة أتشيه الحرة يشرفني أن أعلن انه تم تفكيك وتسريح القوات المسلحة الوطنية لأتشيه او مقاتلي الحركة'· وقال الرئيس يودويونو بعدما صافح كبار القادة العسكريين للحركة 'انا واثق من أن جميع الأسلحة قد سلمت· وإذا لم يكن ذلك قد حدث فإنه بالتأكيد سيضر بما قمنا به حتى الآن'·
عدد اليوم
