الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مساومات حثيثة لإعلان الحكومة العراقية الجديدة مطلع مارس المقبل

مساومات حثيثة لإعلان الحكومة العراقية الجديدة مطلع مارس المقبل
26 ديسمبر 2005

لندن، بغداد - فيصل حيالي ووكالات الأنباء:
علمت 'الاتحاد' أن مشاورات أجراها الرئيس العراقي جلال الطالباني مع السفير الامريكي في بغداد زلماي خليل زاد ورئيس 'قائمة الائتلاف العراقي الموحد' الشيعي عبد العزيز الحكيم خلال الايام الثلاثة الاخيرة اسفرت عن الاتفاق على اعتبار الاسبوع الاول من شهر مارس المقبل موعدا نهائيا لاعلان الحكومة العراقية الجديدة· ولكن 'جبهة التوافق العراقية' السنية اعتبرت نتائج الانتخابات البرلمانية 'رصاصة الرحمة' ضد العملية السياسية في العراق وأعلنت احتفاظها بكل الاحتمالات لاتخاذ ما تراه مناسبا اذا لم تتم الاستجابة لمطالبها، رغم دعوة المرجع الشيعي الأعلى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية·
وقال مصدر سياسي عراقي رسمي في لندن لمراسل 'الاتحاد' هناك أمس ان قرار تحديد موعد تشكيل الحكومة اتخذ باجماع الجهات الأساسية، منعا لحدوث اي فراغ سياسي ينعكس سلبا على الاوضاع المعيشية او الامنية للعراقين· وأضاف ان المفاوضات مع جبهة التوافق جارية و'مشجعة' وستكون الطرف الثالث في تشكيل الحكومة بعد الائتلاف الشيعي و'التحالف الكردستاني'· واعتبر انه لاتوجد مشاكل جدية ولكن الامر يحتاج الى مشاورات مكثفة ومع جميع الاطراف للخروج بفريق حكومي متوازن يسهم في استقرار العراق ·
في غضون ذلك، أعلن الناطق الرسمى باسم 'الحزب الاسلامي العراقي' الشريك في جبهة التوافق، علاء مكي في بغداد أمس عن التوصل الى اتفاق مع الاطراف السياسية العراقية نص على المضي قدما فى المشروع السياسى لمناقشة الطعون والخلافات حول نتائج الانتخابات الاخيرة0 واوضح بانه ستتم دعوة قائمة الائتلاف إلى اجتماع موسع يضم القوى السياسية كافة لحل المشكلات والخلافات بالطرق السلمية·
ونظمت جبهة التوافق تظاهرات احتجاج ضخمة لعشرات الآلاف من أنصارها في الفلوجة وبعقوبة أمس لدعم مطالبتها بإعادة الانتخابات باشراف الأمم المتحدة ومنظمات دولية باعتبار أن النتائج المعلنة 'مزورة'، فيما تظاهر أنصار الائتلاف في مدينة الصدر ببغداد للمطالبة باعتماد نتائج الانتخابات وعدم قبول إعادتها· ودعا نائب رئيس البرلمان والقيادي في الائتلاف حسين الشهرستاني جميع الكتل السياسية إلى 'احترام حيادية وشفافية المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وفي حال وجود طعون فيجب تقديمها بشكل أصولي دون تهديدات'·
لكن الناطق باسم جبهة التوافق ظافر العاني قال في مقابلة أجرتها معه 'رويترز' أمس 'التزييف في نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة هو اشبه باطلاق رصاصة الرحمة على العملية السياسية باكملها في العراق· وأضاف 'التزوير كان عملية منهجية ومتواصلة سبقت الانتخابات عندما تم اقتطاع 11 مقعدا من المحافظات التي تمتاز بالكثافة السنية العربية وحدث أحيانا اثناء الانتخابات من خلال هيمنة الاجهزة الحكومية والامنية والميليشيات على مراكز الاقتراع وارغام المصوتين على التصويت لصالح قائمة معينة وحرمان جماهيرنا من الوصول الى مراكز الاقتراع بجعلها تبتعد عن مراكز تواجدهم السكاني باكثر من 20 كيلومترا'· وتابع، محذرا 'ان هناك احتمالا لأن تراجع الجبهة 'كل القناعات بمجمل القضية السياسية ونأمل ألا يدفعونا الى خيار لا نتمناه بشأن مشاركاتنا في العملية السياسية برمتها'·
وقال العاني ان طالباني عرض على مسؤولي وممثلي القوائم المتضررة أمس الأول افكارا ومقترحات 'تمثلت بمستويين اولهما ان يتم تدقيق النتائج وفق الطعون المقدمة الى المفوضية من خلال لجنة دولية او على الاقل وجود اشراف دولي ووضع معايير مناسبة لكشف التلاعب، وثانيهما المضي في العملية السياسية واستمرار الحوارات'· واضاف 'خيار حل المفوضية وتشكيل اخرى تشترك فيها جميع القوى السياسية ليس بالحل الامثل· فنحن لا نريد ان نشترك بعمله اللجنة ولا نريد للاحزاب الاخرى اي دور فيها حتى لا يؤثر على عملها واستقلالها· والمطلوب هيئة مستقلة دولية او على الاقل مفوضية تعمل تحت اشراف دولي'· وتابع 'نحن الان نواجه ضغطا شعبيا كبيرا من قبل جماهيرنا التي كنا نعدها خيرا في ان المشاركة بالعملية السياسية ستصحح التوازن السياسي المخل في العراق· لكن للاسف يبدو ان الاخرين يريدون ان يدفعونا ويعيدونا الى المربع الاول·
وأوضح 'عندما قررنا المشاركة في العملية السياسية لم نفكر بالانسحاب وإنما نفكر ان نكون شركاء حقيقيين بالعملية السياسية ووجودنا فيها فيه مصلحة لنا وللاخرين وانسحابنا سيصيب الجميع بالضرر'· وختم بالقول 'نتمنى ان لا يدفعونا الى اتخاذ موقف سلبي من العملية السياسية برمتها· نحاول ان نصحح هذا الميزان السياسي المختل ولكننا في النهاية سنضع كل الاحتمالات امامنا لرفع هذا الحيف'·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©