فضل عليها امرأة أخرى وتركها تعاني الوحدة والحرمان·· ما الذي يمنع الفتاة من ان تفعل كما فعل الرجل وتبحث لها عن زوج من خارج بيئتها·· فعلاً ما الذي يمنعها؟ ان قلنا الدين سنجد ان الاسلام أباح لها الزواج من المسلم، وكل الأماكن التي تزوج منها الرجل يوجد فيها مسلم يصلح ان يكون لها زوجا وان قلنا انها العائلة·· سنجد ان جميع أفراد العائلة حولها مشغولون بحياتهم ومشاكلهم الخاصة التي جعلتهم لا يتذكرونها الا اذا احتاجوا منها شيئاً بل ان البعض يتمنى الخلاص منها ليرتاح من مسؤوليتها· وان قلنا العادات والتقاليد بماذا افادتها هذه العادات؟ هل ساعدتها على حل مشكلتها وهل وفرت لها الحياة الكريمة الآمنة عندما انشغل عنها الجميع، أليست هي نفسها العادات التي زادت من معاناتها وجعلت منها مواطنة من الدرجة الثانية لا يحق لها الحصول على مسكن شعبي أو قطعة أرض ان لم تكن مطلقة أو أرملة وكأن عقد الزواج هو الورقة الرسمية الوحيدة التي تسمح للمرأة بأن تعيش كفرد يحق له ما يحق لباقي أفراد المجتمع· كلنا يعلم ان الفتاة يوماً بعد يوم تصبح أكثر جرأة وتحررا وقدرة على المطالبة بحقها في الحياة، قد تكون عوانس اليوم لا يجرأن على تجاهل العادات والتقاليد ورضين ان يدفن احياء، لكن عوانس الغد ستكون هذه العادات والتقاليد أقل همومهن ولن تقف حاجزا يحول دون ان يعشن حياتهن ويمارسن دورهن الذي خلقهن الله من أجله ولن تنتظر الواحدة منهن حتى يتكرم عليها أحدهم ويخلصها من لقب عانس·
مريم الكلباني
عدد اليوم
