مديرة مدرسة بمنطقة دبي التعليمية دعت المعلمات لحضور دورة تدريبية تستغرق عدة ساعات، إلى هنا ويبدو الأمر عاديا، ولكن ما ليس كذلك أنها قررت إغاظة زميلاتها بإصدار قرار بأن تكون الدورة في يوم عطلة رسمية، وجاء في 'الفرمان' بأنها لن تقبل عذر أي معتذرة ، أما من تتخلف منهن عن الحضور فعليها دفع 200درهم للإدارة مع توجيه لفت نظر للمتغيبة'· الغريب أن السيدة المربية ولا مساعدتها حضرتا اليوم المشهود الذي حرم مدرسات أمضين طول الاسبوع في معترك الدوام المدرسي من يوم راحتهن الاسبوعية، وكن في امس الحاجة اليه ليقضينه مع عوائلهن·
يقودنا هذا الأمر للحديث عن'الفرمانات' غير المدروسة التي تصدر من البعض ممن يديرون المرافق التي تقع تحت مسؤوليتهم بعقلية 'العزب' الخاصة، والا كيف نفهم أمر دفع غرامة لا مسوغ شرعيا أو قانونيا لها؟!·
ولم تقل السيدة المديرة في 'فرمانها' إلى أين ستذهب عائدات 'صندوق الغرامات' هل ستذهب لتدعيم المقصف أو مساعدة برامج الهلال الأحمر المدرسي أو ضحايا 'تسونامي' وزلزال باكستان؟!· ناهيك عما يثيره حرمان موظف من إجازته الأسبوعية من دون تعويض بحسب ما تنص عليه اللوائح·
مثل هذه الإجراءات والأساليب التعسفية منتشرة في أماكن عدة، تفرخ الإحباط والجمود و الممارسات غير الصحية مما ينعكس سلبا على المردود التعليمي ، ويعني في حالة هذه المدرسة أن أجيال المستقبل وبيئة التعليم سوف تعاني من جملة أمور ساهمت فيما آلت اليه أوضاع الميدان التربوي·
الارتقاء ببيئة العمل وتحسين الاداء فيها لا يتم بهذه الطريقة و'فرمانات العجب' إياها، وإنما ببناء علاقة صحية بين المسؤول ومرؤوسيه في جو من التفاهم والاتفاق والاقتناع لما فيه الصالح العام أولا وأخيرا·