الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هند عدنان تغني سبعين قصيدة لون··· للقدود

19 ديسمبر 2005
القاهرة - ياسر سلطان:
قصائد لون للقدود هو إسم معرض الفنانة التشكيلية هند عدنان بالقاهرة، وهي فنانة شابة درست الفن في كلية الفنون الجميلة وشاركت بعد تخرجها في عدد من المعارض الجماعية، وهذا هو المعرض الفردي الثالث لها وضم سبعين لوحة تتنوع بين التصوير بالالوان الزيتية والرسوم المنفذة بالفحم والرصاص والوان 'الباستيل' كما تتنوع الموضوعات بين تصوير البشر والحيوانات والطبيعة الصامتة·
مزجت الفنانة في أعمالها بين الالوان المتألقة التي تمرست في استخدامها واختزال اللون المستخدم الى حده الادنى وفقا لما يتطلبه العمل، سواء في التلوين أو التقنية والتكوينات وزاوية الرؤية ووضعية الشكل في اللوحة·
ومع التزام الفنانة بالطبيعة والمنهج الواقعي في أعمالها الى جانب سعيها الدائم لتطوير اسلوبها فان هذا المعرض يكشف عن حرصها على إستكشاف المدى الواسع لمعطيات ورؤى الواقع، ولا يتوقف هذا البحث عند حدود نقل أو وصف الطبيعة بل يمتد الى انتقاء دائم لعناصرها وما يمكن اضافته أو حذفه منها، ليتشكل واقع جديد ذو ايقاع خاص تتكامل عناصره·
ويلفت النظر ذلك الإسم الذي اختارته الفنانة لمعرضها 'قصائد لون للقدود' وعن معناه ودلالاته لديها وهل يقتصر على المعروضات التي تدور حول 'الموديل الأنثوي' أم يدل على توجه عام، وعنه قالت هند: في هذه التسمية تأثر ما بالحضارة الفرعونية التي كانت تحتفي بالشكل البشري وتسمي الفنان بالكاتب، اذ كانت الحواجز شبه متلاشية بين الرسم والكتابة حينئذ وكانت الكتابة في مجملها تتكون من اشكال وصور ورسومات· واللوحات المعروضة ما هي إلا قصائد ملونة للشكل البشري الأنثوي الذي حاولت ان أظهر ما فيه من قيم جمالية·
المرأة اكثر جمالا
واضافت هند: الرجل ايضا يمتلك قيمه جمالية وتشكيلية مع اختلاف النوعية، ولي محاولات في رسم الرجل اثناء دراستي بالكلية وبعدها، إلا انني أميل منذ فترة الى رسم المرأة ، فهي أكثر ايحاءً وقدرة على بث العديد من الأفكار والدلالات، كما ان لديها سمات متناقضة كالحدة والليونة والقسوة والنعومة وهو ما لا يتوفر في الرجل بدرجة كافية، اضافة الى الالتواءات والانحناءات والخطوط الانسيابية التي يتميز بها الجسد الأنثوي بشكل عام·
وتعتمد الفنانة هند في اعمالها على الموديل الذي يجب ان تتوفر فيه شروط تساعدها على العمل· وقد تمرست على هذا النوع من الرسم المباشر خلال دراستها بالفنون الجميلة الا انها تقول ان الموديلات التي كانت توفرها الكلية لم تكن على درجة كافية من الايحاء، ولم تكن تتوفر فيها الشروط الجمالية التي تريدها، لذا ظلت تبحث بعد تخرجها عن ذلك الموديل المناسب، حتى إستقرت على عدد من الفتيات اللاتي يظهرن حاليا في اعمالها· ورغم انهن لم يكن قد تعودن من قبل الجلوس للرسم فانها دربتهن على كيفية الجلوس حتى اصبحن شبه محترفات وقادرات على اعطاء العديد من الايحاءات·
والمشاهد للأعمال المعروضة، يلاحظ تنوعاً كبيراً في اختيار الزوايا التي يتميز بعضها بالصعوبة، خاصة ان الفنانة لا تستعين بالكاميرا وتعتمد بشكل اساسي على الرسم المباشر·
وتقول هند عدنان: لا احب الاستعانة بالكاميرا لأن الصورة الفوتوغرافية نسخة جافة من الطبيعة وخالية من الحياة ولا أستطيع رسم شخص دون التفاعل معه والاحساس به وبأفراحه وهمومه· فالكاميرا تسجل لحظة زمنية واحدة لا تكفي لتوصيل مثل هذه المشاعر والأحاسيس ولا تعطي الفنان الفرصة للتواصل مع من يرسمه· وهذه اللوحات المرسومة سوف تختلف تماما اذا استعنت في رسمها بالكاميرا، ولن يشعر المتلقي بهذه الروح والحميمية والألفة التي يصعب على الكاميرا إظهارها بشكل جيد وصادق، لذا لا أستعين بها مطلقا رغم ما يمكن ان توفره من وقت وجهد، كما ان الموديل تعمل بمقابل مادي·
لوحات مرهقة
واضافت هند: هناك لوحات ترهقني بشدة كهذه الفتاة الجالسة، التي كان عليّ كي أرسمها هكذا من منظور علوي ان ارتكز على مجموعة من الحوامل والدعامات التي وفرت لي هذه النظرة وتطلبت مني الميل لأسفل ساعات طويلة حتى اصبت بآلام في الظهر، وإضطررت للخضوع لجلسات العلاج الطبيعي بعد الإنتهاء من رسمها·
وقالت: هناك فرق بين استخدام وآخر للكاميرا، فانا أرفض استخدام الكاميرا من جانب الفنان لمجرد الاستسهال، واختصار الوقت· ومن الفنانين من يستخدمون الكاميرا لأنها مناسبة لطبيعة أعمالهم التي تتسم بنوع من الحداثة والجمع بين أكثر من نوع من الفنون، ويعتمدون في عملهم على أكثر من آلية· أما أنا فطبيعة أعمالي وموضوعاتي لا تتوفر فيها مثل هذه الأمور، اضافة إلى قناعة خاصة تلزمني بعدم الاستعانة بالكاميرا·
فحم وباستيل
واضافت هند: اللوحات الخاصة بالحيوانات مرسومة بطريقة الإسكتش السريع وبأقلام الفحم وألوان الباستيل، لأنني من الصعب ان أنتقل إلى مكان هذه الحيوانات بأدواتي المعتادة من حامل و'بالتة' ألوان وغيرها· ولأنني أعتمد على الرسم المباشر من عنصر طبيعي امامي فان ذلك ينطوي على معوقات كثيرة تواجهني أثناء العمل، خاصة ان اللوحة لا تنتهي في جلسة واحدة·
وقالت: احرص على انتقاء العناصر المليئة بالتفاصيل كالسجاد والكليم والمفارش الملونة وغيرها من المفردات التي تتسم بطبيعة شرقية، حتى العنصر البشري، احرص على ان تتوفر فيه هذه الملامح والسمات الشرقية إلى حد كبير·
الفنانة هند عدنان متزوجة من الفنان إبراهيم الدسوقي الذي كان زميلا لها في الدراسة، ويتميز بنشاطه وتواجده بقوة في ساحة التشكيل· وتقول هند إن الإرتباط بفنان من نفس المجال قد يؤثر بالسلب أو بالإيجاب على أحد الطرفين أو كليهما، إلا إن إرتباطي بإبراهيم الدسوقي اثر عليّ بالايجاب، فهو يشجعني على العمل والإستمرار والإجادة، وهو بمثابة عين اخرى تشاهد أعمالي· ولكن ليس هناك أي تأثر فيما يخص التناول الفني فهناك إختلاف واضح بين أعمالي وأعمال إبراهيم الدسوقي رغم انه يتناول الموديل في أعماله أيضا إلا ان هناك اختلافا ملحوظا في الرؤية وطريقة الاداء· ورغم ان أعماله تعجبني وتشدني إلى حد كبير فانني لم أتأثر بها ولم أحاول الإقتباس من عناصره ومفرداته ولا أغضب إذا ما ألمح أحد إلى وجود تشابه بين أعمالي وأعماله خاصة إذا كان هذا الرأي من غير متخصص فأنا مطمئنة إلى ان هذا التقارب أو التشابه لا وجود له·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©