ü الكثير منا يجهل السبب الذي يجعل الشخص حين يعتلي المنصة يتغير من حاله ويتبدل حاله، هذا الذي نسميه في لغتنا خطيباً، وهذا الخطيب يمكن أن يكون إمام جامع أو سياسياً أو مصلحاً إجتماعياً، لماذا يرفع من صوته، وتعتريه الحماسة والانفعال، هل هي عادة قديمة، حتى يستطيع أن يسمّع آخر شخص في الصفوف، كما علمونا أساتذة المسرح، أم هي رؤية الناس وصمتهم وسكوتهم وانصاتهم المفروض، طرأت على بالي هذه الفكرة وأنا أستمع إلى خطبة الجمعة في أحد مساجدنا والمقررة سلفاً من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وكانت عن بر الوالدين والإحسان إليهما، فإذا بخطيب الجامع يبدو منفعلاً أكثر من المطلوب منه، ويصرخ في الميكروفون الذي صنع أصلاً ليخفف الجهد عن حبال الإنسان الصوتية، كان الصريخ والحماسة لا يليقان بالموضوع وفي غير محلهما، فليته أضمرهما لموضوع أكبر وأسخن، لا لموضوع أمرنا ديننا فيه أن لا نقول لهما أف·
ü لا ندري مدى اهتمام الصحافة عندنا بموظفي وزارة العمل ووزارة التربية عن بقية زملائهم في الوزارات والدوائر المحلية، فخبر تقاعد 16 موظفاً كان في الصفحة الأولى، لكن متن الخبر لا يعطي القارئ أي فكرة حقيقية عن تقاعد هؤلاء ولماذا 16 موظفاً وليس 15 موظفاً، فالقارئ لأول وهلة ونظراً لتمييز الخبر ومعاملته بطريقة مختلفة عن كثير من التقاعدات التي تحدث دورياً، سيجعله يشك في الأمر، ويحمّل الموضوع أكثر مما ينبغي، ولن يفوته أن يزيد عليه من النميمة الصباحية التي تنطلق من بعض الموظفين قبل أن يجلس الواحد منهم على كرسيه، يحمد ربه أنه زاد في عمره يوماُ جديداً ومتعه بصحة وحفظ رزقه، وقد لا نستبعد أن نسمع ونقرأ المعلقات الإليكترونية في ذم هؤلاء المتقاعدين من العمل وما اقترفوه بحق الإنسانية في سجن أبوغريب، الإنسان ما أبشعه·· حين يريد أن يكون كذلك·
ü مبلغ الـ 40 مليون درهم حجم أموال الزكاة التي تلقاها صندوق الزكاة، مفترضاً أنه أتى على مدار عام واحد على الأقل، اعتقد أنه رقم صغير جداً، في مسألة تعد ركناً أساسياً من أركان الإسلام، ومبدأ إنسانياً يجسد التضامن الاجتماعي في أجلِّ معانيه، تاركاً مسألة حسبتها رقمياً، لأنني لست من هواة عمل الحسبة أو الضرب أو الجمع، كل ما عندي قابل للقسمة ومطروحاً مما عندي، نعود للموضوع، نفترض أن صندوق الزكاة قاصر على إمارة أبوظبي وأهلها وشركاتها فقط، رغم أنه غير صحيح، وأنه لدينا في أبوظبي 35 ملياردير فقط، رغم أنه ليس صحيحاً، وأعتبر نفسي كاذباً أشراً في هذه النقطة بالذات، ولدينا 70 مليونيراً، وهذا أيضاً ليس صحيحاً، ولدينا 100 شركة أصحابها مصلون مزكون ويعرفون ربهم، ولدينا 20 ألف الله منعم عليهم وهذا ليس بصحيح، ولو أتينا بأضعف شخص من أمثال مكلمكم في الحساب، فسيظهر معه مبلغ يفوق الأربعين مليون درهم أضعافاً مضاعفة، ولكم أن تحسبوها على راحتكم، وراحة أياديكم··