- بيروت كنا على موعد اليوم·· خاب الوعد وضاعت المواعيد، حيث ان الأشياء الجميلة كثيراً ما تغادر تاركة وجعاً في القلب·
- لبنان بين فرنسا التي تريد أن تحافظ على وجهها ولغتها وطقوس يومها فيه وبين أمريكا التي تريد أن يكون مرتعاً آمناً لها وللغتها التي تحبو منذ زمن لتتصدر كل الأشياء التي فيه، ومثلما تتنافس اللغتان، يتعارك فيه جمع كثير، لا ندري ماذا يريدون منه ومن عافيته وبريقه المتحضر، كان يمكن أن يكون كل ذلك دون قتل إنسان وكتم صوته للأبد·
- جبران تويني وضياع العمر القصير بين صحافة لها ارثها وتقاليدها وبين سياسة لها مصالحها ومنافعها وخفاياها الظلامية، من قتله؟ القلم الحر أم السياسة العمياء!
- النهار وصياح ديكها اليقظ وصبحها البيروتي المشاغب باتجاه الوطن الحر وناسه الذين يخططون لنهارهم الواعد وغدهم الذي يريدون، النهار كم تلقيت من عزاءات في أبنائك الذين تساقطوا في طريقك الذي تشقينه بالحرف والحبر والصدق والقلم وما يفرحون·
- بين تويني الأب والابن، ارث العائلة المختلط بالتاريخ والسياسة والثقافة، كانت المراهنة أن تظل الأوطان دائماً مثل الحقيقة منتصرة، ولو بعد حين·
- جبران تويني وبنتان في عمر الزهور وزهرتان توأمان ما زالتا برعمين في القطن الأبيض، أربع بنات وغياب الأب وأفراح أعياد الميلاد التي لن تتم هذا العام·
- لبنان وتدويل قضيته وقضاياه، لا تهم المساحة هنا ولا عدد السكان ضروري هنا، ما يهم هو ما يحمله في بطنه هذا البلد من تناقضات وأشياء واعدة بالناس وبالحياة وبتلك الخطوات السبّاقة التي يحرق بها ولها الزمن·
- اعتذار للريس وداره والمحتفين بي·· كنت أود أن تكون بيروت حاضنة لأول طيراني الروائي لكن ظروفاً هنا·· وكثيراً هناك·· حالت دون أن أفرد جناحي في فضاء مدينتي الجميلة·
وأمثالك ممن يملكون سعة العقل والقلب، يقبلون الاعتذار، ويقدرون كم أن روحي حزينة لأننا لن نستطيع أن نلتقي·· كما كان الوعد وكانت البشارة، وأن أحمل في قلبي مثلما كنت دوماً فرحي بالمكان وأهله·· فقط اليوم ألغيت عقب تذكرتي وحجز غرفتي المطلة على بحر بيروت·· بعد أن استحلفت الأم بكرها الذي ما تزال تراه صغيراً في العين·· كبيراً في قلبها·