لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تعود بعثة الإمارات من دورة غرب آسيا بالدوحة بهذا العدد الوفير من الميداليات بشتى ألوانها الذهبية والفضية والبرونزية، حتى بلغ الحصاد 22 ميدالية من بينها 7 ذهبيات بعد أن شاركت الرياضة الإماراتية بأربع لعبات فقط هي الرماية والسباحة والبولينج وألعاب القوى، وهي المرة الأولى في تاريخ المشاركات الإماراتية التي تقف فيها كل الفرق المشاركة على منصات التتويج·
وكانت الرماية كعادتها عند حسن الظن بها، ففي عام 2004 أهدت الرياضة الإماراتية ميدالية ذهبية تاريخية اصطادها الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم في أولمبياد أثينا على مرأى ومسمع كل العالم، وواصلت الرماية الإماراتية موسم الحصاد في عام 2005 عندما كسبت 4 ذهبيات في دورة غرب آسيا بالدوحة، فضلاً عن ذهبيتي البولينج·
ولعل ذهبية محمد درويش في الوثب العالي ببطولة أم الألعاب تنعش الآمال في تعزيز مسيرة ألعاب القوى الإماراتية·
وأهم الدروس المستفادة من المشاركة الناجحة في دورة غرب آسيا أنها أكدت مجددا أن الألعاب الفردية هي الدجاجة التي يمكن أن تبيض ذهبا وفضة وبرونز، عكس اللعبات الجماعية التي تلتهم كل الدعم دون أن تحقق المأمول·
وفور عودة البعثة الظافرة من الدوحة يجب أن يبدأ برنامج الإعداد للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي تنطلق بعد أقل من عام من الآن، ونخطئ كثيراً إذا اعتقدنا أنا أمامنا متسع من الوقت للاستعداد للأولمبياد الآسيوي فإنجاز غرب آسيا يجب أن يكون نقطة انطلاق قارية جديدة لرياضة تبحث عن ذاتها، بعيدا عن كل دعاوى اليأس والاحباط، فالثقة بالنفس، وتوفير الدعم الذي يوازي الطموحات من شأنهما أن يمنحا الرياضة الإماراتية قوة دفع جديدة هي في أمس الحاجة إليها·
ومن الدوحة ·2005 إلى الدوحة ··2006 من حق رياضة الإمارات أن تحلم بمستقبل أفضل·
غاب الأبيض الإماراتي عن مونديال 94 ومونديال 98 ومونديال 2002 فظهر على بوجسيم ليمثل الإمارات في أهم محفل رياضي على سطح الكرة الأرضية·
وغاب علي بوجسيم عن مونديال 2006 فحلقت طيران الإمارات في أجواء كأس العالم، باعتبارها راعياً رئيسياً للبطولة التي تحظى باهتمام كل العالم·
ومع ذلك تبقى أمنية عودة الأبيض الإماراتي للعب مع الكبار بعد سنوات طويلة على رصيف الانتظار·