في البدء نزف التهاني للمسؤولين في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي على النجاح الذي تحقق لأول انتخابات تشهدها الغرفة إعدادا وتنظيما ومشاركة، ونهنىء الإخوان في 'قائمة المستقبل' على الثقة التي نالوها، وهي مسؤولية كبيرة لإحداث التغيير والنقلة المطلوبة في الأداء وتحقيق التفاعل والشراكة المطلوبة بين القطاعين الخاص والعام بما يخدم مسيرة التنمية في البلاد·
أمر الغرفة حسم بهذه الانتخابات التاريخية، وهذا يقودنا الى بقية المؤسسات، وهي دوائر وجهات رسمية في غاية الأهمية تجد الكثيرين فيها لا يحركون ساكنا بحجة أنهم' في انتظار' تغيير ما، ولا يحتاج الأمر الى كثير تفسير فهم ينتظرون تغيير رأس الهرم بعدما تردد أن'تشكيلا وزاريا جديدا' في الأفق، ولكن السؤال ما دخل هذا الأمر في تعطيل مصالح الناس؟!·
ففي هذه الدوائر هناك مصالح حيوية للمواطنين وغيرهم معطلة لفترة طويلة تحت هذا المبرر الذي يرفعه الموظفون في وجه مراجعيهم، مع أن الأمر له آلية تنفيذ ودورة إدارية لا دخل فيها لوجود فلان أو علان·لذلك ونحن نعيش مرحلة مراجعة شاملة للعديد من طرق الأداء في مؤسساتنا العامة أو المختلطة ينبغي التأكيد على مسألة انسيابية الأداء بصورة مؤسساتية لا تتأثر بوجود الأشخاص· بعض هذه المؤسسات على الرغم من بقاء نفس الأشخاص على رأس الهرم تبرر شلل الأداء الذي تعاني منه بأنها أيضا في انتظار اعتماد نظام داخلي جديد بعد هيكلة دوائرها واقسامها·
إن هذا الجمود الذي يعتري بعض الدوائر باسم ' الانتظار' لا ينسجم مع البرنامج الطموح لمرحلة ' التمكين' التي تشهدها البلاد وتحتاج من الجميع بذل المزيد من العمل لتكريس وتعزيز الانطلاقة المنشودة·