لا تزال حوادث السيارات تفجع الأسر وتقض مضاجع المختصين في بلادنا إذ لا يكاد يمر يوم دون أن تكون هناك فاجعة وراءها سيارة، أسرة تترمل، وشاب كتب عليه أن يقضي بقية حياته مقعداً، وأطفال تيتموا وآخرون انتقلوا إلى بارئهم·
وخلال اليومين الماضيين لقي معلم وجه ربه الكريم اثر تدهور سيارة كانت تقله هو وأربعة من زملائه من دبي إلى مدرسة الهير في العين، فقد توفى المعلم في الحال وترك طفله الرضيع الذي انتظره منذ سنوات بلا أب، وأصيب أربعة معلمين آخرين لا يزالون يتلقون العلاج في مستشفى راشد وتتراوح اصاباتهم بين الرضوض والكسور، والكسور المضاعفة، وقد كانت لفتة إنسانية من معالي الشيخ نهيان بن مبارك وزير التربية والتعليم عندما فاجأ المعلمين المصابين بمروحيته الشهيرة في المستشفى واطمأن على حالاتهم الصحية وسير العلاج مؤكداً أن المعلم يحظى باهتمام كبير من قبل قيادتنا الرشيدة·
ولم يكد ينهي وزير التربية زيارته لهؤلاء المعلمين المصابين أمس حتى جاءه خبر دهس طفل في عجمان أثناء عبوره الشارع أمام المدرسة ويرقد الطفل في مستشفى خليفة في عجمان وحالته خطيرة، وقع الحادث في الساعة السابعة والربع صباحاً عندما هم الطفل بعبور الطريق إلى مدرسته التي يشد إليها الرحال طلباً للعلم فاجأته سيارة أطاحت بأحلامه بل وبحقه في الحياة·
بعد الحادثة كالعادة نكتشف أننا أمام أخطاء كان من الممكن تجنبها أو تفاديها أو على الأقل التقليل من آثارها السلبية بصورة أو أخرى، وبحسب مساعد شرطة بمركز الحميدية في عجمان فإنه تمت مخاطبة البلدية لانشاء مطبات تحد من سرعة السيارات أمام المدرسة ولكن دون جدوى، وبحسب مديرة مدرسة أبوهريرة فإن البلدية طولبت أكثر من مرة بانشاء مطبات حرصاً على الأرواح، وأن هذه المكاتبات بين المدرسة والبلدية تتم منذ 3 سنوات ولكن دون جدوى، وحذرت مديرة المدرسة من أن هذه الفاجعة ليست الأولى ولا الأخيرة إذ أن الطريق يشهد حوادث كثيرة من هذا النوع·
مدير مستشفى خليفة في عجمان هو الآخر أكد على خطورة هذا الطريق من حيث حوادثه الفاجعة التي تقع بسبب السرعة الزائدة، وأيضاً لعدم وجود مطبات تحد من هذه السرعة، الطفل المصاب يرقد بين الحياة والموت وتم استدعاء أطباء لمتابعة حالته من مستشفى القاسمي أيضاً ولكن هؤلاء الأطباء في مستشفى خليفة وزملاءهم في القاسمي قدموا الكثير ولا يملكون سوى الدعاء لله بأن ينقذ هذا الطفل الذي أصيب في طلب العلم، ونحن نشاركهم الدعاء أيضاً·
والسؤال: هل ينتظر الضحايا المحتملون من الأطفال والمشاة من مرتادي الطريق سنوات أخرى إلى أن تتكرم بلدية عجمان الموقرة بانشاء مطبات تقي الأطفال من الوقوع تحت تواير الموتورات؟ أم تتحرك شرطة عجمان وتنشىء هذه المطبات حقنا لدماء الأبرياء؟ أم تتكرم شركة مقاولات وتنشىء هذه المطبات؟ أم يتدخل رجل أعمال ويقوم باللازم؟ أم تدرج وزارة التربية والتعليم موضوع انشاء مطبات أمام المدارس ضمن برامجها لتطوير التعليم؟ أم نضع صندوقاً على باب أحد المساجد ونكتب عليه: تبرعوا لبناء مطب صناعي أو اصطناعي، وعليه العوض·