أيمن جمعة:
أكد خبراء في الاقتصاد الدولي أن تفعيل دور مؤسسات التمويل المتناهي الصغر هو أفضل طريقة لمكافحة الفقر في العالم· وقال ستانلي فيشر كبير الاقتصاديين السابق بالبنك الدولي إن هذا النوع من التمويل يركز على أكثر الناس فقرا، حيث يقدم قروضا قيمتها بين 25 و100 دولار فقط لمجموعات من الفقراء يتضامنون معا في سدادها· وتستهدف هذه القروض نحو 3 مليارات فقير·
وشدد فيشر على أن القروض متناهية الصغر وليست مشاريع الاغنياء هي التي يمكن أن تحسن أحوال الفقراء حيث تزيد قدرتهم على الابتكار والعمل بأقصى جهد لسدادها· وتظهر الاحصائيات أن هناك اكثر من 600 ألف مؤسسة مالية متخصصة في التعامل مع أشد الناس فقرا في اندونيسيا وحدها، في حين تؤكد بنجلادش أن جهود هذه المؤسسات ساعدت على انتشال 125 ألف أسرة من تحت خط الفقر·
والمفارقة أن هذه المؤسسات التي تتعامل مع 'أفقر سكان الارض' تحقق أرباحا بمعدلات كبيرة· فتقارير نشرة الأعمال المصرفية الصغرى تظهر أن 63 من أكبر هذه المؤسسات تحقق عائداتها في المتوسط (بعد خصم معدل التضخم واستبعاد قيمة الدعم المباشر وغير المباشر) حوالي 2,5 % من مجموع أصولها، وهذا معدل أفضل مما تحققه البنوك التجارية في المتوسط· وهناك حوالي 200 مؤسسة متخصصة في التمويل المتناهي الصغر حظيت بتقدير هيئات تصنيف دولية· وقال الخبراء إن التحدي الفعلي الذي يواجه هذه المؤسسات هو الوصول لكل الفقراء حيث تفيد احصائيات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أن95 % من الأسر الفقيرة لا تستطيع الاقتراب من البنوك· وتوقع الخبراء أن تواصل هذه المؤسسات نموها بمعدلات ضخمة، خاصة وأن دراسات البنك الدولي تؤكد أن الفقراء يتطلعون ايضا مثل الأغنياء لخدمات مالية مميزة من نوع التأمين على الحياة والممتلكات··! وقد بدأت بنوك تجارية تفتح أقساما لتمويل الفقراء وتلبية حاجاتهم المصرفية، بما في ذلك بعض البنوك العالمية العملاقة مثل سيتي جروب ودويتشه بنك واتش اس بي سي وايه بي ان امرو·
عدد اليوم
