جمعتني ذات مرة رحلة عمل في مدينة 'ماليندي' مع شخص يرى ان 'تعدد الزوجات' من الامور التي يجب اعمالها مهما كان الامر، وزعم ان احد مشايخ الكويت قضى بأن ' من اراد منكم أن يعدد فعليه بماليندي'· وما ان استقر بنا المقام في تلك المدينة الكينية الجميلة المطلة على المحيط الهندي، ويتحدر غالبية سكانها من اصول عمانية وحضرمية، حتى بدا صاحبي يطلب ممن يصادف تزكيته لمن يقبل تزويجه بمن لا يعرفها او تعرفه او سبق له رؤيتها · وعندما أخفق في تحقيق مراده حملني المسؤولية!! ·
تذكرت الرجل وطريقة فهم أمثاله لموضوع التعدد فيما كنت اتابع ما تعرضت له عضوة في لجنة 'القضاء على العنوسة' بمدينة جدة السعودية لدى محاولتها اقناع أمرأة تعالج من مرض عضال بتشجيع زوجها على الزواج باخرى، وبعد شرح مستفيض من عضوة اللجنة عن جدوى التعدد وأهميته من الناحية الشرعية والاجتماعية، بأن فيه تخفيفا للعنوسة في المجتمع ، اشارت المريضة لأبنائها وبناتها الخمسة الذين انهالوا بالضرب المبرح على العضوة التي نقلت لمستشفى آخر لكيلا يتجدد الاشتباك· وقد تسببت الحادثة في اعلان اللجنة تجميد نشاطها لحين الحصول على تصريح رسمي لمزاولة عملها وتوفير حراسة لعضواتها ' المتحمسات' للعمل بعد أن بلغ عدد العانسات في البلاد5,1 مليون من اصل 8 ملايين عانس في المملكة·
قبل هذه الواقعة تلقت بعض النساء 'فاكسات' من تجمع نسائي شبيه بإحدى مدن الدولة تدعو الزوجات لتشجيع ازواجهن الاقتران باخريات، أعمالا لهذا الحق واسهاما في القضاء على العنوسة وهو امر يتطلب جهدا حقيقيا ومتكاملا لا ارتجال فيه ·