الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طالباني مستعد للقاء المقاومة والجعفري يمهد لحوار مع الضاري

طالباني مستعد للقاء المقاومة والجعفري يمهد لحوار مع الضاري
21 نوفمبر 2005
القاهرة - الاتحاد ووكالات الانباء: شهد اليوم الثاني للاجتماعات التحضيرية لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي المنعقدة في مقر الجامعة العربية في القاهرة امس استمرار التباينات بين القوى السياسية لا سيما ازاء توصيف العمليات المسلحة حيث دعا ممثلو الشيعة والأكراد إلى إدانة مطلقة لاعمال العنف، فيما اصر ممثلو السنة على ضرورة التفرقة بين الإرهاب و'مقاومة المحتل'· وشرعت ثلاث لجان بالعمل على ثلاث مهمات الاولى للاعداد لمؤتمر الوفاق الوطني والثانية لإعداد البيان الختامي اليوم والثالثة للاتصال بالاطراف العراقية التي غابت عن اجتماعات القاهرة· في وقت رجحت مصادر عراقية مسؤولة عقد المؤتمر بين 25 فبراير والاول من مارس المقبلين داخل العراق·
وفجر الرئيس العراقي جلال طالباني مفاجأة غير متوقعة امس بالاعلان عن استعداده للقاء ممثلي 'المقاومة' إذا رغبوا في ذلك، لكن مع ايضاحه بان ذلك 'لا يعني القبول بما سيقولون'، واوضح في مؤتمر صحفي قبيل مغادرته القاهرة أن القوات الاجنبية ليست قوات احتلال وإنما هي قوات أتت بموافقة الحكومة العراقية وان العراق ليس في أزمة وسيكون قادرا في نهاية العام المقبل على بناء قوات قادرة على حفظ الامن ومن ثم فتح المجال أمام انسحاب القوات الاجنبية، مكررا تحذيره من أن خروجها الآن سيؤدي إلى كارثة·
وقال طالباني: 'إذا رغب من يسمون أنفسهم بالمقاومة العراقية الاتصال بي فأنا سوف أرحب بهم··أنا لن أرفض اللقاء بأي عراقي يريد اللقاء بي··ولكن طبعا هذا لا يعني أني سأقبل منه ما يقول'، واضاف انه موافق على مشاركة البعثيين من غير أنصار صدام وممن لم يرتكبوا جرائم بحق الشعب في الانتخابات العامة المقبلة، مشيرا الى انه يفرق بين من يحمل السلاح لإعادة النظام السابق مثل جماعة الزرقاوي الارهابية ومن يحمل السلاح لإخراج القوات الاجنبية ولكنه نصح الاخيرين بأن يساهموا في الحوار من خلال العملية السياسية وأن يتركوا السلاح· لافتا في هذا الاطار الى أن هناك تقاربا في وجهات النظر بين الحكومة وحارث الضاري رئيس 'هيئة علماء المسلمين' في وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية·
وعما اذا كانت اجتماعات القاهرة ستنتهي الى 'خريطة طريق' عراقية، قال طالباني انه سيعمل على اقرار ما سيتم التوصل اليه طالما كان في صالح الشعب، وجدد التاكيد على خيار الفدرالية قائلا: 'ان السنة وافقوا عليها في الشمال ولكن مخاوفهم تنحصر في فيدرالية الجنوب··لا خوف من فيدرالية الجنوب فهي الحل لوحدة العراق وليس العكس'· في وقت وصف رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري أجواء الاجتماعات بانها كانت منفتحة، واضاف ان التردد الموجود هو حول مفهوم أي مرتبة من مراتب 'البعث' يجرى التحفظ عليها وابعادها من العملية السياسية· وتابع قائلا ان وجود القوات المتعددة يمثل حاجة امنية يتقرر مصيرها من خلال الشعب عبر الحكومة المنتخبة· ورحب بالحوار مع الضاري، وقال: 'أنا أعرف الضاري من خلال الشاشة وهو يعرفني من خلال الشاشة ولم نلتق حتى هذه اللحظة وعلى مستوى الحوار أنا أحاور الاخر مهما كان بعيدا بدون استثناء فعندما يطلب أحد محاورتي أستجيب وليس لدي مشكلة في ذلك واذا حاورته لن أحاوره بذهنية فرض رأي عليه ولكن بذهنية الاستماع والمراجعة'·
واوضح الامين العام لـ'مؤتمر اهل العراق' عدنان الدليمي من جانبه ان الموعد المقترح لمؤتمر الوفاق الوطني هو من 25 فبراير الى الاول من مارس المقبل داخل العراق· فيما قال عضو الجمعية الوطنية داغر جاسم الموسمي ان اللجنة الخاصة بتحديد موعد المؤتمر حددت توقيته بين منتصف فبراير أو أوائل مارس في بغداد، وإن الارهابيين وجماعات التكفير سيتم استبعادهم من المشاركة، لافتا الى أن هناك جوا من التفاؤل يسود اللجان وأن هناك اتفاقا تاما حول مكان انعقاد المؤتمر وموعده وحول نوعية المشاركين وعددهم كما أن هناك اتفاقا كاملا حول استبعاد الارهابيين وجماعات التكفير· وقال عامر التميمي أمين عام لجنة الحكماء العرقية الدولية ان الاجتماعات التحضيرية تسعى الى اعلان وثيقة شرف يلتزم بها الجميع تتضمن وقف العنف واعلان هدنة في العراق والدخول في مفاوضات جادة، مشيرا الى انه على الجميع ان يصنعوا المستقبل· فيما قال مشاركون آخرون ان وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية وتوصيف العمليات المسلحة من اهم نقاط الخلاف في الاجتماعات·
وقال عضو في الائتلاف العراقي الموحد سامي العسكري ان الاختلاف في وجهات النظر يكاد ينحصر في الموقف من الاحتلال والموقف من العملية السياسية، واضاف ان الائتلاف العراقي طرح موضوع جدولة الاحتلال وليس الانسحاب الفوري، مشيرا الى ان فرص نجاح الاجتماعات ممكنة اذا توفرت النيات الصالحة· فيما عقب المتحدث باسم هيئة 'علماء المسلمين' بشار الفيضي على اعلان طالباني استعداده للقاء ممثلي المقاومة بالقول إن المقاومة واقع على الارض وليست من المصلحة تجاهلها هذا ولابد من مد الجسور معها والاعتراف بها أولا من دون شروط حتى يكون اللقاء مجديا ويختزل الوقت لحل الازمة· وقال عماد محمد علي من 'مؤتمر أهل العراق' ان النقاط الاساسية التي تواجه المؤتمر والتي يرفض الطرف الاخر مناقشتها هي انسحاب القوات الاميركية وجدولة الاحتلال، وأضاف: 'المشكلة هي اننا نعتقد ان المحتل قد يوافق على وضع جدولة لكن الحكومة العراقية لا توافق على ذلك ونحن كقوى وطنية ليس لدينا شيء نتنازل عنه تجاه الاحتلال ولا نطالب الحكومة بشيء فوق طاقتها··نحن نطالبها بان تهتم بمسألة خروج الاحتلال والتفكير جديا بوضع برنامج سياسي والا فإن الوضع سيبقى كما هو عليه الان'·
وهدد ممثل الزعيم الديني مقتدى الصدر في اجتماعات القاهرة بالانسحاب ما لم تتخل القوى المشاركة عن مواقفها المتشددة، وقال وزير النقل العراقي سلام المالكي ان المواقف التشنجية التي أبداها رؤساء الطوائف في كلماتهم التي القوها وفي اللقاءات المغلقة قد تؤدي بالعراق الى حافة الهاوية، مشيرا الى ورقة العمل تم تقديمها تدعو الى ضرورة ادانة الارهاب والتوصل الى صيغة للتمييز بينه وبين المقاومة ورفض البعثيين ومنعهم من الاشتراك في العملية السياسية وجدولة الاحتلال·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©