استمرارا لحديث الامس عن خدم المنازل في أعقاب اللقطات المرعبة لجريمة ضرب خادمتين لطفلتي مخدوميهما، نقول إن ليس كل الخدم والمربيات بهذه الوحشية والقسوة، ولكن لم المغامرة بوضع انفسنا وفلذات اكبادنا في بؤر المخاطر، في الوقت الذي نستطيع فيه درأها بقدر من الوعي وتوفير التشريعات التي تساعد المرأة على الخروج للعمل من دون أن تفرط في امومتها ومنزلها، وكما قلت لسنا الدولة الوحيدة التي خرجت فيها المرأة لمشاركة الرجل في مختلف مجالات الحياة العملية· الجريمة التي كشفتها لنا ' الكاميرا السرية' ربما كانت الاولى من نوعها المصورة ولكنها ليست الاولى ولن تكون الاخيرة، وهي غيض من فيض·
الوعي المجتمعي مطلوب بقوة وشدة للحد من استقدام المربيات وخدم المنازل، وعلى الدولة تدعيم الجهد المطلوب في هذا الاتجاه بلوائح وقوانين تتيح اجازات أمومة وأبوة لفترات أطول سواء اكانت بأجر كامل أو جزئي، وتشجيع إقامة دور الحضانة التابعة للمؤسسات والدوائر الكبيرة كما هو في العديد من البلدان الاجنبية، وتشجيع أسلوب عمل جليسات الاطفال بدوام جزئي وكذلك الخادمات والمربيات غير المقيمات في المنازل·
إن معالجة هذه القضية تتطلب تعاون الجميع وايلاءها الاهتمام الذي تستحق، فكل الامكانيات التي توفرها الدولة لحسن رعاية وتنشئة اجيال المستقبل يمكن ان تنال منه خادمة في منزل ترك لها رعاية الاطفال وهز شخصياتهم بما يؤثر فيهم وفي حياتهم المستقبلية· واخيرا نحيي دور الادارة العامة للتحريات بشرطة دبي في هذه القضية وحرصها على اظهارها بالصوت والصورة للجمهور للتوعية حتى لا يتركوا 'الجمل بما حمل' للخدم في البيوت خاصة وبين ايديهم اغلى الامانات 'حشاشة اليوف'·