الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علياء باخشب تصنع وروداً من ورق وخرزٍ

علياء باخشب تصنع وروداً من ورق وخرزٍ
15 نوفمبر 2005

موزة خميس:
منذ قرون، والشعراء يتغنون بالزهور وجمالها،ومنها الورد، فلم يبقوا صفة حسنة الا واسبغوها عليها، فاستعاروا للخد رقة الورد، وللملمس نعومته، وتغنوا بالمرأة التي تضوع عطرا شبهوه بأريج الورد وشذا الزهر· وتلقف المغنون كلمات الشعراء فغنوها بعد ان لحنها الملحنون، فكانت الأغاني تاريخا حافلا يتغنى بالورود وانواعها وعطورها·
وفي أقصى حالات تشاؤمه غنى عبد الوهاب: 'ياورد مين يشتريك'···
وبعيدا عن الشعر والشعراء والمغنين والغناء، وعالم الزهور الطبيعية التي تعارف العالم عليها دهوراً، ثمة عالم لا رومانسية ولا غزل فيه برغم انه قائم على 'استغلال' فكرة الرومانسية ذاتها· عالم من الأرقام والأموال والأطنان والمواد الخام والورش والتصاميم وبرودة المشاعر··· عالم لا يستعير من الورد سوى ما ينفعه، يستعير اللون ربما، والشكل، لكنه لا يستطيع ان يختطف من الورد عبق رائحته ونعومة ملمسه، لكنه الأبقى في زمن يقول: البقاء للأقوى·
انه عالم الزهور الاصطناعية· عالم من الورق والبلاستيك والسيراميك البارد وحتى الخرز···! انه في كل مكان من ارجاء المعمورة، بعيداً عنا وقريبا منا، ولكي لا نذهب بعيدا، مضينا بأوراقنا وتساؤلاتنا إلى ورشة منزلية دافئة تستعير من الورد لغته وتمنحه ما يجعله أبقى وأطول عمراً، حيث تعمل السيدة علياء باخشب في تلوين حياة الناس بالخرز الذي يصبح بين اناملها ورودا ملونة لا تبارى في جمالها·
بين يدي علياء
تصنع الزهور من مختلف الخامات والمواد، وتباع تلك المنتجات بكميات مهولة تصل إلى آلاف الأطنان في مختلف أنحاء العالم· ولكن أليس الأجمل أن نصنع ورودنا وأزهارنا بأيدينا، وخصوصا في حال كانت الأنواع التي تباع باهظة الثمن، ومن النوع الذي يبقى كتحفة على مر الأيام لا تبلى وتتوارثها الأجيال، كالزهور المصنوعة من الخرز المنتج على هيئة أحجار كريمة تم تصنيعها في المصانع بالضغط أو القطع·
في الشارقة، حولت الأستاذة علياء باخشب منزلها إلى واحة من الجمال، عن طريق تتبعها لأحدث ما يطرح في الأسواق من الكتب التي تعلم الأشغال اليدوية· وتعترف علياء أن أكثر الأشغال تعقيدا هو فن إنتاج الورد والزهر من الخرز· لا لأنه فن صعب، ولكن لأنه يحتاج الى صبر وسعة صدر، ووقت يقتطع من أجل إنجاز أي عمل جاد، ويحتاج كذلك إلى كمية من الأسلاك والخرز، لا توجد إلا في محلات تخصصت في بيع منتجات الأشغال اليدوية·
تقول علياء: هناك الكثير من الكتب التي توجد فيها 'باترونات' -تصاميم تدلك خطوة خطوة على كيفية صنع أي شكل من الأشكال المعروضة- سواء كانت على هيئة أغصان، أو وريقات وأيضا يمكن صنع شجرة متكاملة أو باقة من الزهور والورود المختلفة الأنواع والألوان· كما يمكن إنتاج تشكيلة كبيرة من الأكسسوارات، ولكن يستعاض عن الأسلاك بخيوط شمعية أو قطنية حسب القطعة المراد صنعها·
خرز لكل شيء
حبات الخرز الملون لم تصنع لحلي المرأة أو الفتيات فقط، وليست لصنع الورود فحسب، بل يمكن أن نصنع منها أكسسوارات لتزيين 'الأباجورات' في المنزل، خصوصا انها بعد فترة من الزمان قد تطول أو تقصر، يصبح شكلها ووجودها مملاً، ولكننا لا نستطيع الاستغناء عنها لأسباب خاصة، ومنها أن تكون ذات قيمة مادية عالية أو ان لها ذكرى جميلة، وهنا يمكن أن نحولها إلى قطعة جديدة بإضافة شيء من حبات الخرز يتناسب مع لون المصباح وأيضا مع لون المكان سواء كان قماشا لطقم الجلوس أو الستائر أو غرفة النوم·
تقول علياء: يمكن أيضا للسيدات والفتيات أن يضعن الخرز على الأحذية والصنادل فتتحول القطعة المهملة أو القديمة إلى قطعة جديدة بفضل الحبات الملونة· وعلينا أن نتذكر أن زهور الخرز تباع بأسعار مرتفعة وهي نادرة حيث تفتقر إليها الكثير من المحلات بسبب عدم شرائها لارتفاع أسعارها إلا من طبقة خاصة جداً وهي تلك التي لا تهتم بالسعر مقابل جمال هذا النوع من الفنون، حتى وإن لم يكن الشخص المشتري ثرياً، لأن هذه الزهور تبقى لسنوات بل لعقود طويلة وكثيرة حتى تتوارثها الأجيال· وهناك كتب باللغة الروسية والإنجليزية تعرض طريقة صنع زهور الخرز الثمينة··· وأترككم مع الصور·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©