آلاف المشاهدين تسمروا الليلة قبل الماضية أمام شاشات التلفزيون لمتابعة اللقطات التي بثتها نشرة' أخبار الامارات' من تلفزيون دبي عن جريمة خادمتين ضربتا طفلتي مخدوميهما·
في البدء وقبل الخوض فيما جرى نوجه التحية للزميل على خليفة الرميثي مدير تلفزيون دبي الذي حرص على إبلاغ الزميل عبدالله راشد بن خصيف ليعلن من برنامجه الجماهيري 'مع ابوراشد والرابعة والناس' عن إذاعة هذه المشاهد في نشرة ' أخبار الامارات' في تجسيد حي للتكامل المطلوب بين وسائل الإعلام لما فيه المصلحة المشتركة لخدمة قضايا المجتمع الذي ننتمي إليه· وقد وصلت الرسالة ونجحت في حشد أكبر قدر من المشاهدين لمتابعة هذه الواقعة المؤلمة والتوقف أمام ما يمكن استخلاصه منها·
في مقدمة الدروس صدمة المشاهد التي وثقتها الكاميرا على كل أم تترك كل صغيرة وكبيرة تتعلق بفلذات كبدها للخادمة، وكيف تطلب منها أن تكون رؤوفة بهم إذا كانت الأم الطبيعية لهؤلاء الصغار قد بخلت عليهم بهذا الحنان والرعاية؟!·
وقبل التسرع وتحميل المسؤولية للأمهات والآباء علينا الإقرار بحجم التحولات الكبيرة التي شهدها مجتمع الامارات لجهة انتشار التعليم والتوسع فيه لا سيما تعليم الفتاة، وخروج المرأة للعمل، وتفتت البيوت الكبيرة إلى صغيرة، فزمان رعاية الجدات للأحفاد ولى، وأصبح للحياة الجديدة إيقاعها، ولكل زمان اذانه ،ولكن هل مجتمعنا وغيره من المجتمعات الخليجية فقط من خرجت النساء فيه للعمل؟!·
ما نعاني منه وزاد من تفاقم المشكلة عشق غمرنا للمظاهر 'الكاذبة' و' الفشخرة ' ودفع بأسرة من زوج وزوجته وطفلين مثلا لاستقدام خادمتين هذا إذا لم يتم إلحاق سائق أوسائقة بهما وغدا نواصل·