من تابع المباراة التاريخية بين الأبيض الإماراتي والسامبا البرازيلية لابد أن يخرج بقناعة كاملة بأن التنظيم لم يكن أبداً بمستوى الحدث الذي تستضيفه الإمارات لأول مرة في تاريخها، ولم يكن له علاقة من قريب أو من بعيد بالابهار التنظيمي الذي بات سمة من السمات الرئيسية للرياضة الإماراتية التي نظمت قبل عامين كأس العالم للشباب، ونالت شهادة الإبداع والتفوق من الاتحاد الدولي واتفقت الآراء على أن التنظيم الإماراتي كان أكبر من مستوى الحدث وأن الإمارات تستحق أن تنظم كأس العالم للكبار·
وأكدت المباراة التاريخية أن التنسيق بين اتحاد الكرة والشركة الراعية لم يكن على مستوى الطموح في أي مرحلة من مراحل تنظيم المناسبة، فخسرنا فرصة ذهبية لاستثمار أول زيارة لسحرة كرة القدم في العالم للإمارات لاسيما أن المباراة كانت تحت سمع وبصر عشاق كرة القدم في العالم، كعادة مباريات البرازيل الودية والرسمية فهو المنتخب الوحيد في العالم الذي تلتف حوله كل القلوب·
ولابد من الإشارة إلى حالة الهرج والمرج داخل الملعب، حيث تحول معظم المنظمين إلى مشجعين يتحينون الفرصة لالتقاط الصور التذكارية مع نجوم السامبا استغلالاً لوجودهم داخل الملعب، كما أن اللحظات التي أعقبت السلامين الوطني لكل من الامارات والبرازيل شهدت حالة من عدم النظام عندما تقدم كبار المسؤولين لمصافحة لاعبي الفريقين، حيث تدافع الكثيرون إلى أرض الملعب لمصافحة لاعبي البرازيل برغم أن الموقف كان يستوجب أن يقوم بذلك أربعة أو خمسة مسؤولين على أقصى تقدير !·
أما عن المدرجات الخالية التي فاجأت كارلوس البرتو بيريرا نفسه عندما قال هل من المعقول ألا تمتلئ المدرجات في حضور كل نجوم منتخب البرازيل، ولا شك أن ارتفاع أسعار التذاكر، بشكل مبالغ فيه، حال دون أن تتفاعل الجماهير مع المباراة بالمستوى المطلوب·
وإذا كنا نتفق على أن مشاهدة منتخب بحجم وقيمة البرازيل تستحق كل تضحية فإن تخفيض أسعار التذاكر وجعلها في متناول الكثيرين كان من شأنه أن يحقق المعادلة المطلوبة، أن تضيق المدرجات بالجماهير، وأن تحقق الشركة الراعية العائد المادي الذي تنشده·
وبالمناسبة فإن الأشقاء القطريين تنبهوا إلى هذه الإشكالية مبكراً وهم يستعدون لمباراة منتخب الأرجنتين يوم بعد غد الأربعاء حيث قام نائب رئيس نادي قطر بشراء كل تذاكر المباراة (أسعارها 100 و50 و30 ريالاً) وتم إهدائها للاتحاد القطري ليوزعها بالمجان على الجماهير بما يضمن أن يمتلئ استاد جاسم بن حمد بنادي السد بالجماهير التي تهوى كرة التانجو·
ومن سلبيات تنظيم مباراة السامبا أيضا أن المركز الإعلامي بمدينة زايد لم يكن جاهزاً لخدمة الإعلاميين، عكس ما يكون عليه عند استضافة مدينة زايد مباراة محلية في الدوري أو الكأس!
المبادرة التي قام بها الاتحاد الرياضي ، بمرافقة الزميل أكرم يوسف لنجوم منتخب البرازيل على متن رحلة طيران الاتحاد من فرانكفورت وطن المونديال إلى الإمارات وطن المحبة والسلام، كانت بمثابة خبطة صحفية بالكلمة والصورة، تتوازى مع قيمة أبرز وأشهر وأنجح منتخب كرة قدم في العالم، ويكفي أن قناة الجزيرة الرياضية توقفت طويلا عند تلك المبادرة، خلال تغطيتها المتميزة لمباراة الأبيض الإماراتي مع السامبا البرازيلية·
مع وعد بمبادرات صحفية أخرى، حتى يبقى الاتحاد الرياضي عند حسن ظن قرائه الأوفياء داخل الإمارات وخارجها·