الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس ولد محمد فال: هدفنا مصالحة موريتانيا مع عروبتها وأفريقيتها

11 نوفمبر 2005
نواكشوط - 'الاتحاد' - خاص:
منذ نحو ثلاثة أشهر قاد 'أعلي ولد محمد فال' الحركة العسكرية التي دفعت بالرئيس 'معاوية ولد طايع' إلى خارج القصر الذي يجمع بين الباطون الخام والرخام الأبيض· قام بهذا لأن البلاد كانت على بعد خطوتين من ··· الهاوية·
لا شيء يوحي بأن الكولونيلات قاموا بالانقلاب· لعلهم الشعراء في دولة تكتظ بالشعراء، حتى ليقال إن كل موريتاني هو شاعر حتى يثبت العكس، لكن الواضح أن 'فال' الذي لن يترشح هو وأي من أركان السلطة الانتقالية للانتخابات الرئاسية العام ،2007 يتمنى جيشاً جمهورياً يحترم الدستور، ولا يقبل بحزب إسلامي يحتكر التعبير عن الإسلام·
ماذا عن مشكلة الهوية في موريتانيا؟ يقول رئيس المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية ان هدفه هو مصالحة بلاده مع عروبتها وأفريقيتها·· هنا تفصيلات الموضوع·
كما لو أنه انقلاب قام به الشعراء'· حين يقوم الجنرالات الأفارقة بانقلابات عسكرية لابد من سقوط جثث كثيرة· الدم هو الذي يقطع، في لحظة ما، دورة الزمن··
موريتانيا التي يبدأ بها مشروع الشرق الأوسط الكبير (وصولاً إلى باكستان) ليست معنية، كثيراً، بذلك النوع من الخيال الاستراتيجي· لها همومها الكثيرة، لكن اللافت هو عدم وجود أي مظهر يشير إلى أن تغييراً ما، وبواسطة الدبابات، حصل في السلطة·
'أعلي ولد محمد فال'· يقال لك في نواكشوط انه يمتلك موهبة شعرية، وانه يكره الدم، وأنه مثقف، وانه يحلم بأن يقدم لبلاده التي طالما وصفت بــ 'غرفة الشعراء' لكثرة ما تضم من شعراء، مثاله الأكبر ·· 'نلسون مانديلا'·
هنا لا مجال لاستخدام الألوان أو الازهار لاستخدام ما حدث· الألوان قليلة في بلد يقوم فوق رمال كثيرة· لا أزهار يعرف بها هذا البلد الذي طالما اعتمد، في دورته الاقتصادية، على صيد السمك· اقتصاد متعب، وأحلام كثيرة· لم تكن موريتانيا بحاجة إلى عذاب إضافي في ظل حكم 'معاوية ولد طايع' الذي أراد أن يقلد بعضاً من حكام العالم الثالث الذين يعتبرون أن القمع جزء لا يتجزأ من فلسفة الحكم·
الموريتانيون لا يستحقون ذلك· الصحراء أعطتهم الصبر، أيضاً الواقع الذي يتقاطع منذ أزمنة، بطريقة ما، مع شظف العيش· يريدون أن تكون العلاقة بينهم وبين أهل السلطة علاقات عائلية، أن تكون هناك هموم مشتركة، لا أن يقوم حائط، ولو كان حائطاً من الاسمنت، فكيف إذا كان حائطاً من أنين؟!
قصر الرخام
ينقلون عن الحاكم المؤقت انه مؤقت فعلاً· الكرسي لا يغريه أبداً· 'أعلي ولد محمد بن فال' يفهم الموريتانيين جيداً ويفهم موريتانيا· عادة الحاكم المثالي هو الذي لا يحب بلده فقط، يحب شعبه أيضاً· كان الرجل في منصب أمني رفيع· هذا صحيح· وكان يعلم بكل الذي يحدث، لم يكن هناك من مجال للنصيحة، لأن الناصح في موقع حساس سرعان ما يثير الريبة· يزاح بسرعة وبفظاظة·
اكتشف انه لا مجال لاستمرار موريتانيا في وضعها الراهن· كما لو أن مستقبل الدولة هو مستقبل 'ولد طايع' الذي لا يمكن أن يكون 'شارل ديغول' وهو يقول 'أنا فرنسا وفرنسا أنا'· ربما لا أحد سوى الجنرال يستطيع أن يقول هذا بعد كل الذي حصل ابان الحرب العالمية الثانية وبعدها· ما يصح في فرنسا لا يصح في موريتانيا··
ما يعني الناس هو عدم وجود أي مظاهر للتوتر، أو للانفجار· حتى محيط القصر الرئاسي الذي لا يبدو أنه يلفت الأنظار والذي شيد في عهد الرئيس السابق الذي استعان بمهندسين حرفيين صينيين وأيضاً بحرفيين مغاربة من أجل القيام بأعمال النقش والزخرفة وحين يتزاوج الباطون مع الرخام الأبيض يبدو هادئاً كلياً· لا شيء حدث· وفي نواكشوط تجد من يقول لك ان هذه هي الطريقة المثلى للتخلص من 'ولد الطايع': أن يكون خارج البلاد وأن يبقى هناك· لم يحدث أي صدام، والاذاعة كما التلفزيون الرسمي اعتمدا الحد الأقصى من الروية والعقلانية في التعاطي مع الحدث الذي يراهن الكثيرون على أن يكون المدخل إلى موريتانيا ديموقراطية وحديثة··
قصر من ورق
ثمة أشياء تغيرت بين ليلة وضحاها· ولكن ثمة أشياء أخرى تحتاج إلى وقت كثير· الموارد الطبيعية محدودة جداً، المساحة ضخمة (1,026,000 كيلو متر مربع) لكن عدد السكان محدود جداً (3 ملايين نسمة فقط)، أي شخص واحد على كل 342 كيلومتر مربع، ولا يمكن البقاء في المراوحة الراهنة، فالدورة الاقتصادية بحاجة إلى تطوير جذري وشامل في اطار تلك الامكانات المحدودة، هذا دون أن نغفل الضبابية الاقليمية في العلاقات الشمال افريقية، خصوصاً بالنسبة إلى الصحراء، مع العلم أن طول الحدود مع المغرب هو 1561 كيلومتراً، ومع الجزائر هو 453 كيلومتراً، ناهيك عما يسمى بــ 'المشكلة الزنجية' في موريتانيا·
الحاكم الجديد والمؤقت الذي قام بانقلاب مخملي، يريد للعلاقات أن تكون مخملية بين من يتحدرون من أصل عربي، وقد وفدوا من شبه الجزيرة العربية، وبين من يعودون إلى أصول زنجية عبر نهر السنغال، هذا دون تجاهل نقطة هامة، وهي أن هناك جهات حاولت أن تلعب في أوقات معينة ضد الوحدة الاقليمية للبلاد، ولكن دون طائل·
لا شيء تغير داخل القصر الجمهوري، فقط الرجل هو الذي تغير· تنقل 'جون افريك' التي أجرت مقابلة، هي الأولى معه، عنه قوله: 'هذا صحيح، لم أبدل شيئاً هنا، الأمن هو نفسه، وليس هناك من قوة تستطيع حمايتك إذا لم يكن الشعب معك· قبل 3 آب / أغسطس (وهو يوم الانقلاب)، كان كل شيء مراقباً بدقة، وتحت السيطرة، ولكن انظروا ماذا حدث· الذي كان كما لو أنه قصر من الورق'· حدث هذا لقصر الرخام·
أجل هناك ما هو شخصي ويعود إلى 'ولد محمد فال'، سجادة الصلاة· إنه هنا للإعداد للجمعية الدستورية التي ستأتي برئيس ينبثق عن انتخابات، يؤكد الرجل انها ستتم بمنتهى النزاهة والحياد· هذا فيما يفهم من كلامه أن الذي حدث ليس انقلاباً بل ثورة بمعنى الكلمة ما دامت المبادئ المطروحة تشمل أساسيات الدولة الموريتانية·
السجون التي امتلأت بالمعارضين خلت منهم بعد صدور عفو عام· المنفيون عادوا أو في طريق العودة، مع اتخاذ اجراءات لــ 'تطهير' المناخ السياسي بالصورة التي تسمح للجميع أن يعملوا بحرية، وذلك في ظل انسجام واضح بين قائد الانقلاب ورئيس حكومته 'سيدي محمد ولد بوبكر'، وهو إداري بارز ويعرف باستقامته·
ولعل الذي يلفت في سلسلة الاجراءات المتخذة على مدى الأشهر الثلاثة المنصرمة هو صدور قانون يمنع على أي من أهل السلطة الجديدة، وسواء كانوا مدنيين أم عسكريين، بالتقدم إلى الانتخابات الرئاسية التي ستجري في مدة أقصاها سنتان والتي تنهي المرحلة الانتقالية الحالية·
والواقع أن الجميع، لاسيما ضباط الجيش، يتفادون كلياً استخدام كلمة 'الانقلاب' حتى لا يعتبر ما حدث كما لو أنه واحد من تلك الانقلابات الناجحة أو الفاشلة التي شهدتها البلاد منذ العام ·1978 الذي حدث، وحسب الرئيس الحالي، هو عملية قطع مرحلة معينة من أجل بناء مرحلة جديدة، وإن كان هناك اعتراف بأن 'التدرب' على الحرية عملية معقدة، وحساسة بطبيعة الحال، إذا ما أخذنا بالاعتبار المناخ الذي تشكل، فهناك إصرار على أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم بانتظار انتخابات العام 2007 التي يفترض أن تؤسس لدولة موريتانية تدرك جيداً أي صعوبات تواجهها، ولكن في الوقت نفسه قادرة على أن ··· تحلم·
حدود الحلم··
نذكر ان رئيسة وزراء بريطانيا السابقة 'مارغريت تاتشر' التي وإن أطلق عليها لقب 'السيدة الحديدية' كانت تعتبر أن أهم ما يجعله رجل الدولة (وهنا امرأة الدولة) ان لا يقطع الطريق على الناس وأن يحلموا· ولكن دون أن يعني هذا ان يأخذ الحلم شكل الهذيان· في نواكشوط الناس واقعيون جداً ويدركون تماماً أين هي حدود الحلم· الهذيان لا يقتل الوقت فقط، بل وأيضاً سرعان ما يرتطم بالواقع ليحدث ما يحدث·
في نظر الرئيس ان موريتانيا التي نالت استقلالها في العام 1960 تعرضت لعثرات سياسية هائلة· نظام الحزب الواحد والاتجاه الواحد· بمعنى آخر، إنها العملية المتواصلة لاستيعاب الناس· ثمة حفنة من الرجال هي التي تقرر، وما على الناس إلا أن يصغوا وينفذوا، خصوصاً بعد انقلاب العام 1978 الذي قام به 'مصطفى ولد سالك' ضد 'مختار ولد داده'، حيث أخذت القبضة الحديدية مداها· كلمة 'جماهير' استخدمت أيضاً كما في بلدان مختلفة· هذه لابد أن تحتشد وتصفق في المناسبات، تصفق للنجوم· هؤلاء لا رقابة دستورية عليهم، ويستطيعون أن يفعلوا كل ما يريدون فعله·
والواقع أنه بعد التحولات التي حدثت في العالم مع انهيار الاتحاد السوفييتي، مطلع التسعينات، وصلت الرياح إلى موريتانيا، وتم صوغ دستور يأخذ بالاعتبار كل موجبات التغيير الذي حصل على مستوى العالم، لاسيما ما يتعلق بموضوع الحريات· أجري استفتاء حوله وتبنته الأكثرية، لكن الرئيس 'ولد محمد بن فال' يلاحظ أن كل ما جرى كان شكلياً، فالهدف هو الحد من 'سرعة الرياح'، والظهور أمام العالم بمظهر من يطلق أفكاراً جديدة وبعيدة المدى بالنسبة إلى بلد لطالما عانى من الحلول والرؤى المجتزأة'·
الرهان القاتل
كيف يمكن تطبيق الدستور عملياً وعملانياً، إذا كان هناك حزب للرئيس (السابق)، وهو حزب الدولة· 'معاوية ولد طايع' نصب نفسه أيضاً رئيساً للحزب· هذا رهان قاتل في موريتانيا· الموريتانيون، ورغم كمية البؤس الهائلة، يفكرون على نحو سوي ومستقبلي، ويأخذ بالاعتبار خريطة القيم كما ديناميات التطور·
الرئيس الموريتاني يلاحظ أنه حتى ما يسمى بالتنمية الاقتصادية لم تكن لمصلحة الأكثرية وانما لمصلحة اقلية ذهبت بعيداً في الاستئثار والزبائنية، هذا دون مراعاة أي قواعد أو أصول في تحقيق هذه العملية التي يفترض أن تكون على تماس مباشر باحتياجات الناس، إذ أي شكل من التنمية ذاك الذي لا يتفاعل مع الاحتياجات·
ما كان يجري، في نظره، هو تسويق الأوهام· في رأيه أن 'ولد طايع' كان يحكم موريتانيا من دون الموريتانيين، وحين نكون أمام شخص يعتبر نفسه آتياً من الأعالي ولا يمكن لأي كان أن يحل محله، لابد أن ينتهي ديكتاتوراً، وهذا ما حدث فعلاً·
إذاً، لماذا لم يقدم إليه النصيحة حين كان مديراً للأمن الوطني؟ 'الواقع انه لم تكن لديه أي رغبة في الاصغاء إلى أي كان· هذا النوع من الأنظمة يجعل من الشخص أصم وأعمى، لا يسمع الشخص سوى صوته، هو وحده الذي يتكلم·
لقد نظر أنه حيال نظام من هذا القبيل ثمة خياران: إما أن يضع المرء نفسه خارج المؤسسة ويراقب الانحرافات وهي تأخذ مداها دون أن يتدخل أو البقاء في الداخل وعدم القيام بأي شيء إلا بما يمليه الضمير ومصلحة الدولة، دون القبول بأن يكون دمية في يد من هم أعلى ودون تلطيخ اليدين· وهو، شخصياً، كما يضيف، أخذ بالخيار الثاني، محاولاً، قدر المستطاع، تصحيح وتقديم ما يمكن تصحيحه أو تقويمه 'وأتصور أن كل الموريتانيين يقولون ما أقوله'·
خطوتان من الهاوية
ظل الأمر هكذا إلى 'اللحظة التي فقدنا معها الأمل بأن يقوم النظام بتصحيح نفسه، وأنا أقسم بأنه لو كانت هناك فرصة مهما كانت ضئيلة بأن يعود النظام ومن على رأسه إلى الرشد، لم نكن لنقدم على الخطوة التي التي أقدمنا عليها، حدث هذا بالضرورة القصوى، وعلى بعد خطوتين فقط من الهاوية·
يؤكد 'أعلي ولد محمد فال' التزامه الكلام الذي يصدر عنه، لن يترشح للرئاسة يعني أنه لن يترشح، فهو أدى رسالة ويعمل على تعميق أسسها خلال هذين العامين اللذين يؤكد أنهما لن يمددا أبداً مهما كانت الظروف لأن ذلك يعني 'أننا أخفقنا في ما عملنا من أجله'، وأثق من أن الموريتانيين يحسنون الاختيار·
من يحكم موريتانيا الآن؟ غرفتان: الأولى هي عبارة عن مجلس عسكري حددت صلاحياته بميثاق دستوري شفاف وحاسم، وهو يتألف من 17 عضواً قادوا عملية التغيير باسم الجيش، مع مفهوم أو رواية معينة لكيفية النهوض بالمجتمع· وكون 'فال' هو الأقدم بين الأعضاء اختيررئيسا للمجلس، والثانية هي حكومة تمارس عملية التصويب السياسي والاقتصادي والأخلاقي للبلاد·
ولكن ماذا إذا عمد الجيش، وبعد قيام السلطة المدنية الناتجة عن الانتخابات، بممارسة الوصاية على هذه السلطة كما حدث في بلدان أخرى؟ قال: 'أنا لا أسطتيع أن أجيب إلا على أساس شخصي، أتمنى جيشاً جمهورياً يحترم الوضع الدستوري كما في أي ديموقراطية أخرى'·
مشكلة الزنوج
أيضاً ماذا عن الجالية السوداء في موريتانيا؟ يرى الرئيس الموريتاني أن ثمة واقعاً قائماً، لكن هذا الوضع لا ينحصر في بلاده، فالتنوع موجود في كل معظم بلدان العالم، وهو أمر يمكن تحويله إلى حالة نوعية وخلاقة لولا أن هناك متطرفين من الجانبين ينشطون في الاتجاه الآخر وعلى أساس عنصري بعيداً عن الروح الحضارية للبلاد 'والذي يعنيني الآن هو تأسيس دولة القانون، لا الدولة الاثنية أو الدولة القبلية· دولة حقيقية على المواطنين فيها الواجبات نفسها ويتمتعون بالحقوق نفسها بعيداً عن أي شكل من أشكال التمييز، وهذه هي الوسيلة الوحيدة لتجاوز الجراح التي سببتها الخلافات اياها واقامة مجتمع على أسس تفاعلية وحيوية، وعليّ أن أوضح هنا، وبشكل قاطع، أن هذا الموضوع يحل عندنا، وفي ما بيننا، وليس من الخارج'·
وهو يحمل السلطة السابقة مسؤولية عدم التصرف بحكمة وبحزم للحيلولة دون حصول ما حصل كما لو أن تلك السلطة كانت تراهن على الصدامات لشيء في نفس يعقوب·
'ولد محمد فال' يتطرق إلى موضوع اللاجئين الموريتانيين الزنوج على الضفة السنغالية من النهر، ليؤكد أن باستطاعة أي موريتاني، وسواء كان على الأرض، أم على القمر، أم على المريخ العودة إلى بلده· المهم أن يكون احتفظ بجنستيه الموريتانية·
كما يؤكد أنه يضمن لهم 'العيش في بلد حيث مواطنية أي شخص ستكون مصانة ومحترمة كلياً'·
حزب إسلامي؟
القانون يطبق على الجماعات الإسلامية المتطرفة، فهذه مسألة تتعلق بالأمن الوطني 'واحترام التزاماتنا الدولية في هذا الخصوص'·
وحول ما إذا بالمكان تأسيس حزب إسلامي في موريتانيا، يقول 'فال': 'ان موريتانيا هي دولة إسلامية مائة في المائة، وليس بإمكان أحد أن يدعي احتكار الإسلام، وعلى هذا الأساس، لا يسعنا التساهل، في حال من الأحوال، مع ظهور حزب إسلامي يدعي التعبير السياسي عن الدين، هذا أمر ليس مقبولاً وليس دستورياً، وأعتقد أنني واضح في كلامي'·
اعتباراً من العام 2006 ستكون لموريتانيا عائدات نفطية، فكيف ستتم ادارتها؟ يقول: 'بمنتهى النزاهة والدقة والمسؤولية، فبلادنا انضمت للتو إلى مبادرة جوهانسبرغ في ما يتعلق بشفافية العائدات النفطية، وهذه توجب على الحكومات، كما على الحكومة النقاء الكامل في التعاطي· لن يكون هناك ما هو مخفي، ولا صندوق أسود لعائدات الذهب الأسود· واستخدام كل بترودولار سيكون خاضعاً للرقابة، وأنا معني بشكل كلي بإرساء قواعد أخلاقية لفلسفة التعاطي مع المال العام·
لا قبيلة منتصرة ولا قبيلة منهزمة بعد الذي حدث في الثالث من آب/ اغسطس الماضي·
العلاقات مع العرب وإسرائيل
الرئيس الموريتاني يشدد على إعادة هيكلة العلاقات مع الخارج، وهو يقول إن بلاده كانت في حال انقطاع أو قطيعة مع المجموعتين اللتين تنتمي إليهما طبيعياً، العالم العربي الذي تراجعت العلاقات مع بعض دوله على نحو كبير منذ حرب الخليج الأولى، ناهيك عن المشكلات الثنائية التي ظهرت، والعالم الأفريقي·
أما عن العلاقات مع تل أبيب التي قامت في العام ،1999 فهو يرى ان إسرائيل دولة عضو في الأمم المتحدة 'ولقد كافحت موريتانيا دائماً من أجل الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، ولسنا بحاجة إلى من يعطينا درساً في هذا المجال· والقرار الذي اتخذ منذ خمس سنوات انطلق من ثابتة محددة: منذ العام 1947 وحتى اتفاق اوسلو، لم تفض سياسة المجابهة الى أي نتيجة بالنسبة إلى القضية الفلسطينية· الفلسطينيون عادوا والتزموا العملية التفاوضية والحوار مع إسرائيل·· وفي نظرنا ان لا سبيل آخر لتسوية عادلة ومتوازنة لذلك الصراع الأليم'·
هذا ليعترف بأن هناك عدم اتفاق بلاده حول الموضوع كما في بلدان عربية أخرى 'وعلينا أن نتمتع بالشجاعة الكافية لكي لا ندير ظهورنا للواقع، فكل واحد منا موافق على خريطة كل من الدولتين، ونحن لا نفعل سوى استخلاص النتائج التي تفرض نفسها'، ليضيف: 'لا عودة إلى الوراء في ذلك القرار، لكنني واثق من أن الجميع سيعتمدونه'· عن العلاقة مع أفريقيا، يقول 'إن موريتانيا جغرافياً، اثنياً، ذهنياً، افريقية، وكنا في صدد أن نصبح نوعاً ما من دولة 'أوف شور'، على هامش العالمين العربي والافريقي، فنحن ننتمي بعمق إلى كلا العالمين· وهذه الهامشية المزدوجة كانت مصدراً ثابتاً للاضطراب الداخلي، وهدفنا هو مصالحة موريتانيا مع عروبتها ومع افريقيتها 'إن الهوية الموريتانية هي الافريقية والعربية في آن'·
'أورينت برس'
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©