خالتي العزيزة :أكتب كلمات بسيطة تعبر لك عن إحساسي وشعوري بما قد حصل لك، وأود أن أقول : إنني أتفهم شعورك وأقرأ دموعك واشعر بسكوتك، خالتي العزيزة كل نفس ذائقة الموت وكل من عليها فان، فهذه هي البداية يا خالتي ،لا تظني أن كل شيء انتهى وقد حصل ما حصل ···· لا يا خالتي انت الأم القوية التي عرفتها من سنين، أنت السفينة الصامدة في وجه الرياح العاتية، أنت ذاك القلب الحنون الذي إذا حمل العالم بأسره اتسع له، خالتي لم اعتد أن أراك مهزومة ومكسورة أبداً، انني لا اصدق عيني وأكذبها واقول لها هذه المرأة انسانة هزتها نسمة هواء وهي التي إذا نفخت على الحجر انكسر·
خالتي قد حصل ما كتب منذ قرون، وقد رحل من رحل، فاليوم هو وغداً نحن، وفي المستقبل من يدري من التالي ،ولكن بالتمسك بالإيمان، والصبر على ما قد حان تزول كل الصعاب، ولا تنسي أن هذا الكلام كان كلامك، أنت يا خالتي من علمتني أن الحياه ما هي الا اختبار لتبين بها النفوس ويظهر بها الصالح والفاسد، وقد كنت توصيني دائماً بالصبر وتعينين عليه فلا أظن أنك بحاجة إلى أن أوصيك به أنا أيضا·
وكما قيل لم يمت من أنجب فلديك أزهار حولك تنشد البراءة والصدق هم أولادك يا خالتي هم نور حياتك هم بلسم جراحك، إنهم ورودك، إنهم دواؤك في هذا الزمان الذي لا يرحم صغيراً كان أم كبيراً·
اعلم انك الآن عندما تقرأين كلماتي البسيطة ولكن اريدك أن تعرفي أنني اشعر بألمك، لأنك في داخلي وعندما تتألمين أتألم معك، ولكن هل هذا الألم سيدوم؟! أعلم أن جوابك لا وإذا كان نعم فلن تكوني خالتي التي عرفتها وعشقتها·
لم أكتب هذه الكلمات حتى يقرأها الناس ويبدوا اعجابهم بها بل كتبتها لأمد يدي لك وأقول يا خالتي ابنتك الصغيرة قد اصبحت كبيرة وقد مدت يدها لك ·····فهاتي يدك·
خديجة صالح / العين- السليمات
عدد اليوم
