في ثاني ليالي عيد الفطر المبارك وفي حديقة مبزرة الخضراء أصر بعض المراهقين من البنين والبنات على تنغيص الأجواء الجميلة التي يقضيها البعض في هذا المنتجع الخلاب حيث شدت العائلات الرحال من مختلف مدن الدولة لقضاء إجازة العيد في مدينة العين الجميلة ·· مواطنون ووافدون وأبناء مجلس التعاون كلهم في ضيافة العين بحدائقها ومتنزهاتها، ومن أبرز هذه المتنزهات منتجع مبزرة الخضراء وهو المنتجع الذي يقبع في حضن جبل حفيت وتكسو الخضرة سفوح التلال المحيطة به من كل مكان·كانت الساعة الواحدة صباحا وفي هذه الساعة وغيرها من ساعات الفجر الأولى تجد بعض الأسر راحتها في التمتع بمنظر مبزرة الخلاب وسط الجبال حيث تعيش هذه الأسر فرحة العيد في جو من الخصوصية الذي تتيحه لهم ربوع مبزرة الخضراء، ووسط هذا المنتجع الهادىء وفي ساعات السحر الأولى كانت هناك مئات العائلات التي هجعت إلى حضن الطبيعة الخلاب مستمتعة بطقس ندي وهواء عليل وخضرة تتدفق من بينها شلالات الماء·
وخلال دقائق تنشق الأرض ويخرج من باطنها بعض الشباب من قائدي السيارات الذين لايراعون حرمه المكان ولايتوقف أحدهم عند حدود حريته في اللهو المباح، وضوابط المسؤولية التي يجب ألا يتعداها في ممارسته لهذه الحرية، فجأة تهدر أصوات الموتورات بطريقة تقض المضاجع وتغتال فرحة الجميع بهذه الأجواء النادرة التي ينتظرها الناس من الحول إلى الحول، في قلب هذه الفرحة يمخر بعض الشباب وللأسف وبعض الفتيات بسياراتهم عباب الريح وسط ربوع مبزرة ويتخيرون فقط الأماكن التي تقصدها العائلات والتي أرخى فيها الليل أستارة فجلس الأب والأم وبينهما الأبناء في لحظات من الألفة لم يعكرها ألا تشفيط تلك السيارة أو حركة بهلوانية من شاب يجرب قيادة سيارته على جانب واحد·
في أقل من دقائق هز تصادم السيارات هدوء المكان فقد صدمت سيارة بعض الفتيان سيارة بها أربع فتيات مراهقات وسط الطريق الرئيسي في قلب مبزرة بل وعلى مقربة من نبعها، وبقية القصة معروفة نزل الشباب من السيارة وتحلق عشرات الشباب الآخرين حول الحادث وأستبد القلق بنفوس كل من سمع صوت التصادم خوفا على ألا يكون أحدهم تعرض إلى مكروه، وفى الوقت الذي كانت عليه حالة هؤلاء من القلق والهلع كانت هناك حالة أخرى من عدم المبالاة والتراخي من قبل السيارات التي شاركت في التصادم - الذي أعتقد أنه كان مقصودا - ولأكثر من 45 دقيقة تجمع نفر من الزوار وبقيت السيارات المتصادمة وسط قارعة الطريق تسد مدخليه وتمنع القادم والعائد من الوصول إلى المدخل الرئيسي، بالطبع كانت هناك دوريات مرورية من رجال شرطة العين وهؤلاء كانت جهودهم واضحة في تنظيم حركة السير والمرور خاصة في ظل وجود أكثر من 20 ألف نسمة من الزائرين في تلك اللحظة في ربوع مبزرة· بعد انتهاء الشرطة من سحب السيارات المتصادمة من موقع الحادث تساءل البعض لماذا يصر بعض الشباب على أن يضع نفسه في المكان الخطأ دائما، ولماذا لايحسن البعض تقديم نفسه بصورة جيدة، ولماذا يعمد بعض هؤلاء إلى إظهار أنفسهم بمظهر لايليق بعاداتنا وقيمنا وكأنه يعلن بملء فمه أنه خارج عن النص·
مع حالة الحشرة التي كان عليها المكان نسيت أن أسأل رجال المرور هل هناك مايمنع من معاقبة هؤلاء خاصة وأن الدعسة كانت واضحة وأن كل ملامح الاستهتار كانت حاضرة في هذا الموقف، وإذا لم تكن هناك خطوات رادعة بحق كل مستهتر فإن كلمة عليه العوض ستظل رفيقة دربنا طويلا·
الواقعة موجودة في سجلات مرور العين، وأرقام السيارات هناك متاحة لكل من يرغب في تلقين هؤلاء درسا في ضرورة الظهور بمظهر مشرف خاصة في الأماكن العامة، والتي يكون فيها حكم الآخرين علينا قاسيا·